ارتفعت وتيرة النشاط في قاعات الأفراح وجميع الأسواق المرتبطة بقطاع الأفراح والأعراس في السعودية، وبلغت ذروتها مع انتهاء العام الدراسي وبدء الإجازة الصيفية، والاستعداد لإقامة الأفراح. ويقول عاملون في مجال الأفراح إن البعض يرغب في جعل ليلة زفافه أشبه بليالي ألف ليلة وليلة، من خلال التكاليف الكبيرة على الأفراح، التي يتجاوز بعضها المليون ريال في الليلة، إذ يقدم خلالها هدايا فاخرة للحضور، كما أن غالبية الوجبات المقدمة في المناسبة تكون مستوردة من مطاعم عالمية مشهورة، وكذلك الحلويات القادمة من الشام، والشوكولا السويسرية. ويقدر خبراء ومستثمرون يعملون في مجال تنظيم حفلات الزواج حجم ما ينفقه السعوديون على تأجير صالات الأعراس وما يدفعونه في مقابل الخدمات داخل هذه القاعات من عمليات تزيين و«كوشة» وغيرها بنحو 5 بلايين ريال سنوياً. ويقول المتخصص والمستثمر في قطاع تنظيم الحفلات فهد الصميدعي: «إن البعض يطلب إقامة زواج أسطوري، يتحدث عنه الناس، وقد تتجاوز كلفته المليون ريال، بسبب التجهيزات الإضافية، وبخاصة نوعية المأكولات التي يكون غالبها مستورداً وبأصناف معيّنة من الخارج». وأضاف أن السعوديين ينفقون سنوياً على صالات الأفراح نحو 5 بلايين ريال، وأن هذه السوق واعدة وتنمو باستمرار، وبمعدل نمو 8 في المئة. من جهته، قال وائل مختار (مدير إحدى صالات الأفراح في فندق أربعة نجوم في الرياض)، إن التنافس الكبير بين صالات الأفراح والفنادق الأربعة نجوم على أشده، وبخاصة أن كلا الفريقين يهتم بالفئة المتوسطة من الزبائن الذين يعتبرون الغالبية في السعودية، ويسعى الفريقان إلى تقديم عروض لجذبهم، منها طبخ بعض الذبائح مجاناً، أو تقديم سيارة فارهة لنقل العروسين، أو جناح للعروسين في الفندق. وأضاف: «في الأوقات التي تقل فيها مناسبات الزواج نلجأ إلى تقديم عروض تسويقية، مثل طبخ أكثر من 10 ذبائح مجاناً، إذ تتجاوز قيمة طبخها 3 آلاف ريال»، مشيراً إلى أن بعض الفنادق التي تقدم وجباتها ويتم حجزها بعدد الأشخاص، يتراوح سعر البوفيه فيها ل 100 مدعو بين 7500 و 11 ألف ريال، بحسب موائد وأنواع الأطعمة المقدمة. وأشار إلى أن الكلفة ل 200 مدعو تتراوح بين 10500 و 16 ألف ريال، ويرتفع السعر يومي الأربعاء والخميس بنسبة 20 في المئة عن الأيام العادية، بعكس موسم الصيف الذي يشهد إقبالاً كبيراً. وبالنسبة إلى فنادق الخمسة نجوم، قال مدير إدارة التسويق في فندق فورسيزن في الرياض طارق بخيت، إن شهر تموز (يوليو) شهد حجز كل قاعات الأفراح في الفندق. وحول التنافس بين الفنادق وصالات الأفراح، قال بخيت إن المنافسة تكاد تكون معدومة، إذ إنه لا توجد إلا صالتان فقط في الرياض قد تنافسان الفنادق، وعلى رغم ذلك فإن الفنادق تتجاوزهما من خلال الخدمة التي تقدمها، مشيراً إلى تقديم عروض خلال الصيف للعرسان ومستأجري الصالات، مثل جناح فندقي للإقامة في الفندق بعد الزواج. ولفت إلى أن قيمة استئجار الصالة تحسب بالشخص، وتبدأ من 250 ريالاً وحتى 600 ريال، كما أن عدد المدعوين لا يقل عن 50 ويصل إلى 1500، وأصبحت الفنادق تقدم الوجبات السعودية الشعبية بأياد سعودية، لافتاً إلى أن الفندق منذ افتتاحه وحتى عام 2008 أقام أكثر من 600 زواج. وعن تأثير الأزمة العالمية في تكاليف الزواجات، قال: «لا يوجد أي تأثير في الفنادق، إذ إن الكثيرين يعملون على إقامة فرح في مكان راق، والأسعار لم تتغير مقارنة بالعام الماضي، وهي أسعار تعتبر منافسة بشكل كبير، مقارنة بدول الخليج المجاورة». وأعرب بخيت عن الأمل بإقامة المزيد من الفنادق في الرياض، لمواكبة التنمية الشاملة المحلية والطبل المتزايد. وذكر يوسف الحربي (صاحب قصر احتفالات)، ان أسعار تأجير الصالات ترتفع خلال فترة الصيف، مرجعاً ذلك إلى أن جميع ملاكها يلاحظون الإقبال الكبير على صالات الأفراح في فترة الصيف، الذي يعتبر أهم فترة في الموسم من حيث الأرباح، والأسعار ترتفع في الصيف مقارنة بالأيام العادية، وتتفاوت من صالة إلى أخرى، وتتراوح بين 20 و100 ألف ريال، بحسب الخدمات التي تقدمها كل صالة. وأشار إلى أن حلول شهر رمضان في موسم الصيف سيخفض أرباحنا، إذ تقتصر الإجازة على شهرين فقط، كما أن الفترة التي تسبق الصيف تكون عادة مخصصة للصيانة والتجديد، وتوقيع الاتفاق مع شركات المواد الغذائية والكماليات لإمداد الصالات بحاجاتها من المواد الغذائية. ولفت إلى ان بعض العرسان يتركون قصور الأفراح، ويتجهون إلى الاستراحات، بحكم أنها أرخص ثمناً وبها مرافق متنوعة تتسع للمدعوين، موضحاً أن ارتفاع العقار في الفترة الماضية أسهم في خفض بناء وتجهيز صالات الأفراح. وعن الخدمات التي تقدمها القصور، يتم تقديم الحلويات والطبخ والذبائح وكوشة العروس، إلى جانب صالة الجلوس للرجال وصالة أخرى للنساء، وصالة طعام تتسع لمئات الأشخاص، ويوفر القصر أجهزة التسجيل للصالة النسائية، ومكبرات الصوت والإضاءة الملونة، التي تعطي جواً احتفالياً بألوانها المتفرقة بين جنبات القاعة. ويشير محمد هلال (مشرف بإحدى صالات الأفراح) إلى اتجاه ملاك الصالات لتوقيع عقود للصالات مع المستأجرين قبل شهرين من الزواج، يدفع خلالها 20 في المئة من قيمة الإيجار، مع تسديد كامل المبلغ قبل الزواج بأسبوع، وإلا يعتبر الاتفاق لاغياً، لافتاً إلى وجود قصور من الدرجة الممتازة يتجاوز استئجارها مع كلفة الفرح نصف مليون ريال في الليلة الواحدة في حدود لا تتجاوز 100 مدعو. وأوضح أن مكاسب ملاك قصور الأفراح كبيرة جداً، فالقصر الذي يتكلف كلف 6 ملايين ريال تقريباً، يؤجر ب 35 ألف ريال في الليلة الواحدة، ويسترد صاحبه كلفته وفوقها أرباح مجزية خلال مدة 180 ليلة فقط، لافتاً إلى ان بعض أصحاب بعض القصور فرضوا رسوماً بعد الساعة ال12 ليلاً.