دكت القوات الحكومية اليمنية صباح أمس قرية آل الصيفي في منطقة حيدان بمحافظة صعدة شمال البلاد التي يستخدمها المتمردون من أتباع حسين بدرالدين الحوثي لشن هجمات وكمائن مسلحة ضد القوات الحكومية التي تحاصر المنطقة وجبال مران. وأكدت مصادر متطابقة في صعدة ل"الحياة" أمس أن القوات الحكومية قتلت 27 من أنصار الحوثي معظمهم لا تتجاوز أعمارهم 17 عاماً وجرحت عدداً منهم واعتقلت 11 من المسلحين في المواجهات التي وقعت أمس وأول من أمس، فيما قتل جنديان واصيب 7 آخرون. وقالت المصادر إن القوات الحكومية تحاصر مجموعات من المسلحين "المتمردين" من أتباع الحوثي في وادي نشور القريب من مناطق تحصيناتهم بعد أن تمكنت من اغلاق المنافذ عليها ومحاصرتها وتتعامل معها بكل الوسائل لإجبارها على الاستسلام. وأضافت ان مجموعات من رجال القبائل في مناطق حيدان ومران ونشور وهمدان وخولان بن عامر ألقت القبض على عدد من أتباع الحوثي أثناء محاولتهم التسلل من مواقعهم في الجبال القريبة وسلمتهم لقيادة القوات الحكومية التي يدير عملياتها اللواء الركن علي محمد صلاح نائب رئيس هيئة الأركان العامة والعميد الركن علي محسن صالح الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية. وأشارت إلى أن القوات الحكومية والقبائل في مناطق الأحداث في محافظة صعدة ساعدوا سكان بعض القرى، ومنها قرية آل الصيفي مسقط رأس الحوثي وأتباعه، على النزوح منها وقدموا لهم العون والمؤن والمأوى، خصوصاً أن هؤلاء النازحين تحدثوا عن استعدادات هائلة يقوم بها "المتمردون" لمواجهة القوات الحكومية وكسر الحصار الذي يضيق عليهم يوماً بعد يوم. إلى ذلك، بعث الرئيس اليمني علي عبدالله صالح رسالة عزاء إلى أبناء حيدان وأهالي ضحايا القصف الخاطئ الذي ارتكبته إحدى المروحيات العسكرية أخيراً عندما قصفت موقعاً اعتقدت بأنه تجمع للمتمردين، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم. وتعهد علي صالح بانهاء التمرد والقضاء على الفتنة التي أشعلها الحوثي واعادة الأمن والاستقرار الى هذه المناطق في ظل سيادة الدولة وحماية القانون. وفي هذا السياق تراجع علماء المذهب الزيدي عن براءتهم التي كانوا أعلنوها في بيان سابق من أفكار الحوثي وأقواله وأفعاله التي وصفوها بأنها تثير الفتن ولا تعبر عن المذهب أو الفكر "الزيدي" ووصفوها بأنها ضلالات. جاء هذا التراجع في رسالة بعث بها هؤلاء العلماء قبل يومين الى الرئيس علي صالح حيث وصفوا الحوثي ب"العالم" وقالوا انه تعرض ومن معه من أبناء تلك المناطق في محافظة صعدة الى حملة عسكرية أدت الى سفك الدماء وهدم البيوت وانتهاك الحرمات وفي ذلك ما يدعو للأسف والأسى. وتضمنت رسالة علماء المذهب الزيدي، وفي مقدمهم محمد أحمد المنصور وحمود عباس المؤيد وأحمد محمد اسحق وآخرين، مطالبة الرئيس صالح بوقف الاجراءات العسكرية ضد الحوثي "لأن السبب الأول والأخير في ارسال الحملة هو اعلان التكبير والعداء لأميركا واسرائيل"، وأضافت ان "ما صدر من قبل من بيان للعلماء كان حول خلاف فقهي محض ولا علاقة له بما يجري حالياً من قصف عسكري، وان البيان استغل لتبرير الحملة العسكرية واستخدم استخداماً لم نجزه ولا نقبله بيناً... كما اننا سمعنا ان هناك اشاعات اعلامية صاحبت القصف العسكري منها ان السيد العالم نصب نفسه إماماً وأميراً للمؤمنين وأخرى بادعاء النبوة وأخرى ايضاً تدعي انه رفع اعلام دول اجنبية وغير ذلك من الاشاعات، وقد بحثنا الامر ووجدنا انه قام بتكذيب ذلك ونفى صحة ما اشيع عنه كما اننا لم نعثر على اي خبر كتابي او تصريح صادر منه يتعلق بفعل محرم شرعاً". وتابعت الرسالة "لذلك يجب على القيادة السياسية ايقاف الحملة العسكرية ورفع الحصار عن المواطنين هناك ومعالجة الآثار الناتجة عن استخدام تلك القوة والجنوح الى الحوار محتكمين الى كتاب الله وسنّة رسوله. وندعو ابناء الامة كافة الى جمع الكلمة ووحدة الصف حتى لا تكون فريسة سهلة لأعدائها الذين اعلنوا عليها حرباً صليبية. اللهم إنا قد بلغنا اللهم فاشهد". الى ذلك دهمت قوات ودوريات من الشرطة والامن عدداً من المعاهد والمدارس الدينية الخاصة في عدد من المدن والمناطق والمحافظات وقامت باغلاق هذه المدارس والتحفظ على بعض المناهج والكتب والتحقيق مع عدد من المدرسين والطلاب والقائمين على هذه المدارس. ومنها مدارس خاصة كان اتباع الحوثي يروجون لمنهجه وفكره فيها بين العشرات من الطلاب. واكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الاجراءات التي اتخذتها اجهزة الامن ضد المدارس الدينية الخاصة جاءت بناء على قرار اتخذته الحكومة عقب تمرد "الحوثي" في صعدة واكده مجلس الوزراء اول من امس.