توجهت بعد ظهر أمس وساطة محلية الى جبال مران بمحافظة صعدة 250 كيلومتراً شمال صنعاء التي تحاصرها قوات من الأمن والجيش منذ الاثنين الماضي، وشهدت عمليات عسكرية ومواجهات ضارية بين هذه القوات وجماعات مسلحة تتبع الشيخ الزيدي حسين بدر الدين الحوثي وتتحصن في هذه المناطق. وأكدت مصادر الوسطاء ل"الحياة" بأن الجانبين أوقفا تبادل اطلاق النار منذ فجر أمس لتمكين الوسطاء من الوصول الى الحوثي واتباعه واقناعه بوقف المواجهة الدامية مع القوات الحكومية وتسليم نفسه ومن معه من دون شروط حقناً للدماء. وأضافت المصادر أن قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية العميد الركن علي محسن صالح الأحمر أصدر أوامره الى القوات المرابطة التي تحاصر هذه المناطق والى النقاط العسكرية والأمنية بالسماح للوسطاء بالمرور من دون عوائق، وأشارت الى أن العميد علي محسن أبدى تفهماً ومرونة كبيرين وهو يتعاون مع جهود الوسطاء بهدف انهاء النزاع سلمياً. وتتكون لجنة الوسطاء من نحو 120 شخصاً يتقدمهم 3 نواب في البرلمان هم عبدالكريم جدبان ويحيى بدر الدين الحوثي شقيق المطلوب حسين بدر الدين الحوثي، وعبدالسلام الزارقة. كما تضم شخصيات منها السيد ابراهيم محمد الوزير والنائب السابق الشيخ احمد حمدان ابو مسعف والشيخ حمدان وايله والشيخ صالح الوجمان من مشايخ بني الهادي والسيد صالح احمد هبره. وكان مصدر مسؤول في وزارة الداخلية اكد امس أن قوات الامن والجيش لا تزال تحاصر من وصفهم بالمتمردين والخارجين على القانون والدستور ومثيري الفتنة الطائفية بزعامة الحوثي في جبال مران في منطقة حيدان التابعة لمحافظة صعدة. وكشف المصدر رسمياً عن مقتل 46 عنصراً من المتمردين وجرح 35 شخصاً واعتقال 43 شخصاً ممن وصفهم ب "الشرذمة الضالة" ويجري التحقيق معهم تمهيداً لاحالتهم الى المحاكمة. كما ضبطت كمية من الرشاشات والبنادق وقذائف "آر بي جي" والألغام الأرضية في أوكار هذه العناصر التي دهمتها القوات الحكومية. وقال المصدر إن حسين بدرالدين الحوثي ادعى الإمامة ونصب نفسه أميراً للمؤمنين، وأنزل علم الجمهورية ورفع بدلاً منه علم حزب في دولة خارجية إشارة إلى علم "حزب الله" اللبناني، وان عدداً من المغرر بهم من أتباعه سلموا أنفسهم طوعاً الى القوات الحكومية وتبرأوا من أفكار الحوثي وأعماله المثيرة للفتنة العنصرية والأفكار الهدامة والمتطرفة المشدودة إلى الماضي الإمامي في اليمن. وكشف المصدر الأمني وجود ميليشيات مسلحة شكلها من وصفه ب "رأس الفتنة" الحوثي واعتبرها تنظيماً سرياً مخالفاً للنظام والقانون، وقام أتباعه بقطع الطرق والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والأمن أثناء تأديتهم لواجبهم في النقاط الأمنية، معلناً التمرد على الدولة والخروج على الدستور والقانون. وفي هذا السياق، رفضت المصادر اليمنية الحكومية الكشف عن الضحايا من جانب القوات الحكومية وسط معلومات عن سقوط نحو 20 عنصراً من قوات الأمن والجيش بين قتيل وجريح.