شنت القوات الحكومية اليمنية هجوماً ظهر أمس على تحصينات المتمردين في جبال مران في منطقة حيدان التابعة لمحافظة صعده شمال البلاد بعد فشل لجنة وسطاء تضم علماء ونواباً ومشايخ ووجهاء أرسلها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أول من أمس لإقناع زعيم "المتمردين" حسين بدر الدين الحوثي بتسليم نفسه واتباعه سلمياً للسلطات. وتحاصر القوات الحكومية المنطقة منذ اسبوع وتشن هجمات على تحصينات المسلحين للقضاء على "التمرد" الذي أعلنه الحوثي على القانون والدستور والنظام وتتهمه السلطات الحكومية بإعلان نفسه أميراً للمؤمنين وإنزال علم الجمهورية ورفع علم "حزب الله" اللبناني. في غضون ذلك اعتبر علماء المذهب الزيدي - الذي ينتمي اليه الحوثي - ان الاخير"متمرد على الفكر الزيدي" واتهمه ب "الدعوة الى أفكار ومنهج منحرفين"، وتبرأوا من أقواله وأفعاله. وفي تطور لاحق أعلنوا رفضهم اجراءات الحكومة في قمع تمرد الحوثي بالوسائل العسكرية. وأكدت مصادر متطابقة ل"الحياة" عودة الوسطاء، وبينهم شقيق الحوثي النائب يحيى بدرالدين الحوثي الى صعده صباح امس بعد فشلهم في اقناع "الحوثي" بإنهاء تمرده وتسليم نفسه من دون شروط. ونقلت مصادر عن "الحوثي" أنه يتهم القوات الحكومية بمهاجمته وملاحقته واتباعه "من دون مبرر" وان اتهامات الحكومة ضده "ليس لها أساس من الصحة" واعتبرها "تنفيذاً لأوامر الأميركيين بسبب تحريضه لاتباعه على ترديد شعارات الله أكبر - الموت لأميركا - الموت لاسرائيل في المساجد كتعبير سلمي لرفضه جرائم اميركا واسرائيل ضد العرب والمسلمين، خصوصاً في فلسطين والعراق". لكن وسطاء تحدثت اليهم "الحياة" مساء امس اكدوا ان الرجل لم يلتقهم وأن اتباعه عاملوهم "معاملة مزرية" واتهموهم بالكفر والفسوق، كما ان الحوثي نفسه اقفل السماعة عندما اتصل به شقيقه النائب يحيى. وقال هؤلاء الوسطاء أنهم ظلوا ينتظرون الحوثي 24 ساعة ويتلقون الاهانات وأنهم فوجئوا بحدة تزمته وتشدده وعدم اكتراثه بنتائج اعماله. واشار هؤلاء ايضاً الى وجود مواطنين يعملون معه مكرهين لافتين الى ان عدداً من اتباعه فرّ مع الوسطاء ومنهم فتى في الثالثة عشرة. واعتبرأحد الوسطاء انهم غادروا جبال مران يائسين من إمكان استجابة الحوثي لمرونة السلطة ودعواتها اليه لتسليم نفسه مع ضمانات. واشارت المصادر الى ان وحدات مشتركة من قوات الأمن وقوات الجيش بدأت هجوماً على جبال مران بعد مغادرة الوسطاء المنطقة التي يرابط فيها الحوثي واتباعه، وقالت ان بحوزتهم أنواعاً مختلفة من الأسلحة بالإضافة الى المؤن التي يحتاجها المسلحون "ما يؤكد ان الحوثي كان وضع الترتيبات واستعد تماماً لهذه المواجهات". وفي هذا السياق، أكد مصدر أمني في محافظة صعدة ما نشرته "الحياة" أمس بأن التحقيقات كشفت قيام الحوثي واتباعه المتمردين بإجبار عدد من اليهود اليمنيين في منطقة حيدان تحت الضغط والتهديد والإكراه بمساندته في تمرده. وقال المصدر بأن الحوثي "فرض الجزية على اليهود في المنطقة ومنع اتباعه والمغرر بهم من دفع الزكاة للدولة في اطار ممارسته لأفكاره الضالة المنحرفة وتنصيب نفسه إماماً وأميراً للمؤمنين". وقالت مصادر متطابقة أن ضحايا المواجهات اسفرت عن مقتل 64 شخصاً، منهم 55 من اتباع الحوثي و9 من قوات الأمن والجيش وجرح العشرات من الجانبين. ويطلق الحوثي على اتباعه اسم "جماعة الشباب المؤمن". وتتبنى هذه الجماعة خطاباً دينياً "زيدياً" متطرفاً يناهض اميركا وسياسة الحكومة اليمنية ويدعو الى الخروج عن طاعة الحاكم. وتعمد الحوثي رفض الوساطات أو الحوار مع السلطات واستعد للدخول في مواجهات مع السلطات الرسمية وكثف من نشاطه وتعبئة اتباعه للخروج بمسيرات وتظاهرات متزامنة مع صلاة الجمعة في العديد من المدن ومنها صنعاء، والتحريض على العنف. وأكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" في صعدة بأن قوات الأمن قتلت 5 مسلحين من اتباع النائب يحيى بدر الدين الحوثي شقيق حسين بدرالدين، وهو احد الوسطاء الذين بعث بهم علي صالح لاقناع شقيقه بتسليم نفسه طوعاً... وقالت هذه المصادر أن أحد القتلى هو نجل المتمرد "الحوثي" ولم تؤكد المصادر صحة هذه المعلومات.