توقفت امس المواجهات بين القوات الحكومية اليمنية وانصار الشيخ الزيدي حسين بدر الدين الحوثي في منطقة حيدان بمحافظة صعده 250 كيلومتراً شمال صنعاء. وتمكنت لجنة وسطاء قصدت المنطقة بناء على توجيهات الرئيس علي عبدالله صالح وضمت مشايخ ووجهاء ونواباً في المحافظة بينهم شقيق الحوثي النائب يحيى بدر الدين الحوثي، من الوصول الى جبال مران حيث يتحصن الحوثي. واكد وسطاء اتصلت بهم "الحياة" انهم التقوا الحوثي وعدداً من مساعديه وبحثوا معه سبل انهاء النزاع بصورة سلمية وتجنيب المنطقة والمواطنين نتائج التصعيد. وقالت هذه المصادر ان ثمة بوادر ايجابية تبشر بانفراج الموقف من دون ان تتطرق الى التفاصيل، مؤكدة ان الوسطاء يبذلون جهوداً وعندما يتوصلون الى خطوات عملية سيعلنون عنها. وكان مصدر حكومي اكد ان الرئيس علي صالح شدد على قيام الوسطاء بإقناع "المتمرد" بتسليم نفسه طوعاً وانهاء تمرده واحترام الدستور والنظام والقانون، ما يجنّب المنطقة وأهلها اضرار المواجهة. وفي السياق نفسه اكد مصدر امني في وزارة الداخلية اليمنية اكتشاف اجهزة الامن قيام عدد من اليهود اليمنيين المقيمين في منطقة حيدان بمساندة "المتمرد" الحوثي وقطع مياه الشرب عن المواطنين وقوات الامن والجيش في المنطقة. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان بعض اليهود تعرضوا للتهديد بالقتل من جانب مسلحي الحوثي في حال عدم تعاونهم معهم ضد القوات الحكومية. وقالت ان فئة من اليهود ابلغت القوات الحكومية بتهديدات اتباع الحوثي والتزامهم عدم الخروج على القانون خصوصاً بعدما وفّرت لهم قوات الامن الحماية الكاملة. وافاد مصدر امني في الداخلية ان قوات الامن تمكنت اول من امس من اعتقال 6 مطلوبين من اتباع الحوثي بالاضافة الى 43 آخرين اعتقلوا في وقت سابق ويخضعون الآن للتحقيق. واكد قريبون من الحوثي تمكنت "الحياة" من الاتصال بهم حيث يوجدون في جبال مران، ان الاتهامات الحكومية للحوثي: "لا اساس لها من الصحة"، وقالوا "اننا لم نقم بإنزال علم الجمهورية ولم نرفع علم حزب الله اللبناني بديلاً منه فوق سطوح المباني، ولم يعلن الحوثي تنصيب نفسه إماماً او أميراً للمؤمنين ولم يعتد اتباعه على افراد من الامن والجيش، وانما تقوم الحكومة بهذه الاعمال العسكرية ضدنا لأننا رفعنا شعار الله اكبر الموت لاميركا الموت لاسرائيل". واضاف هؤلاء "اننا نحمل السلاح دفاعاً عن انفسنا لأن القوات الحكومية هي التي جاءت لتعتدي علينا ولم نذهب نحن اليها". الى ذلك قال مواطنون من مناطق حيدان وهمدان وخولان بني عامر وضحيان ان قوات الامن والجيش قدمت لهم مساعدات تمثلت بإيصال مياه الشرب وتأمين الطرق ولم تحدث عمليات دهم للمنازل او القبض على مواطنين لا علاقة لهم بالحوثي وانصاره. واكد هؤلاء ل"الحياة" عبر الهاتف ان اتباع الحوثي يعدّون نحو 500 مسلح وان العشرات منهم جاؤوا من مناطق بعيدة من خارج محافظة صعده. وفيما اشار وسطاء الى نجاح الدور الذي لعبه العميد الركن علي محسن صالح الاحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية في تهدئة الاوضاع وتسهيل مهمة الوساطة، قال اتباع الحوثي انه يطالب بإطلاق سراح نحو 800 من اتباعه يقبعون في سجون الامن منذ بضعة شهور في محافظات صعده وحجة وعمران وصنعاء وذمار، كما يطالب بإنهاء حصار القوات الحكومية لجبال مران حيث يتحصّن مع اتباعه والسماح لهم بترديد شعاراتهم "كحق ديموقراطي كفله الدستور"، كذلك "التوقف عن اتهامه بالتمرد على القانون والدستور". واشارت المصادر الى ان الوسطاء يحاولون اقناع الحوثي بتسليم نفسه طوعاً "لقاء ضمانات اكيدة بعدم تعرضه لأي اجراء غير قانوني وتوفير محاكمة عادلة له ولأتباعه المطلوبين في حال ادانتهم بأي تهم".