لوّحت لجنة الاحزاب السياسية اليمنية بحل احزاب المعارضة او احالتها للقضاء رداً على موقفها الذي انتقد اجراءات الحكومة ضد المتمردين في محافظة صعده شمال البلاد واعتبرته تشجيعاً للتمرد ومساساً بالدستور اليمني. وبات في حكم المتوقع قيام قوات تابعة للجيش اليمني بعملية اقتحام حاسمة للمواقع التي يتحصّن فيها المئات من المتمردين المسلحين من اتباع حسين بدر الدين الحوثي في جبال مران في منطقة حيدان بالاضافة الى تحصينات لهم في منطقة الملاحيط ومران في محافظة صعدة. واكدت مصادر متطابقة ل"الحياة" أن الهجوم الحاسم لقوات من الجيش بات وشيكاً بعدما تمكنت هذه القوات من التمركز في مواقع مناسبة استولت عليها خلال مواجهات اليومين الماضيين مع المتمردين أسفرت عن سقوط عشرات من القتلى والجرحى واعتقال العديد منهم. وكان ثلاثة من قوات الأمن قتلوا وجرح نحو 12 آخرين اثناء ملاحقات لمسلحين من اتباع الحوثي في ضواحي مدينة صعده القريبة من مناطق التمرد وتبادل اطلاق النار بين الجانبين فيما قتل أحد أهم مساعدي الحوثي، وهو زيد بن علي مصلح الحوثي، مع عدد لم يكشف من مرافقيه. وقصفت القوات الحكومية منزلاً يقطنه في احدى قرى مران ويستخدمه اتباعه للتمترس فيه والانطلاق منه الى مواجهة القوات الحكومية بالاضافة الى استخدامه كمخازن للأسلحة والذخائر. وشهدت محافظة صعده امس واول من امس تجمعات كبيرة لرجال القبائل والمشايخ والعلماء بينهم العشرات من ابناء منطقة حيدان ومران توافدوا الى مركز المحافظة مؤكدين استنكارهم وتنديدهم بما يقوم به الحوثي من أعمال وصفوها ب "الاجرامية والخارجة عن الدين الاسلامي"، مؤكدين تأييدهم المطلق لاجراءات الحكومة ضد المتمردين. ولوحظ ان العشرات من رجال القبائل المسلحة نصبوا مكامن ونقاط تفتيش بالتنسيق مع القوات الحكومية لمنع تسلل اتباع الحوثي الى مناطقهم وقراهم والحؤول دون وصول امدادات الى المتمردين خصوصاً ان توجيهات اصدرها قائد المنطقة الشمالية الغربية للقوات الحكومية العميد الركن على محسن صالح الاحمر بعدم قطع المياه على القرى والبلدات الواقعة في اطار منطقة تحصّن المتمردين. وفي هذا السياق عبّر مصدر مسؤول في لجنة شؤون الاحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية عن استغرابه لموقف احزاب المعارضة اللقاء المشترك التي انتقدت في بيان لها المعالجات التي اتخذتها السلطات اليمنية. ورغم ان البيان وصف الحوثي بأنه "متهور" و"متمرد" إلا ان الاحزاب اعتبرت اجراءات الحكومة "نهجاً" تستخدمه السلطة في تعاملها مع القضايا الامنية والوطنية التي تهم كل مواطن يمني. وعبّرت عن اسفها لعدم استجابة الرئيس علي عبدالله صالح طلب المعارضة اللقاء به للاطلاع منه على التطورات الجارية في صعده. ورأى المصدر ان موقف احزاب المعارضة "غير مسؤول وحافل بالمغالطات لتبرير الفتنة والتمرد". ولوّح بإجراءات ضد هذه الاحزاب بسبب موقفها هذا.