ارتفع عدد القتلى في المواجهات الدائرة بين قوات مشتركة من الجيش والأمن وبين اتباع الداعية الشيعي حسين بدر الدين الحوثي في جبال مران بمديرية حيدان التابعة لمحافظة صعدة اليمنية 2250 كلم شمال العاصمة صنعاء الى نحو 15 قتيلاً و20 جريحاً على الاقل معظمهم من قوات الجيش سقطوا في كمائن نصبها انصار الحوثي المدججون والمتحصنون في الجبال والمخابئ في عدد من القرى والوديان بحسب مصادر متطابقة في صعدة. وكانت المواجهات اندلعت بين القوات الحكومية وانصار الحوثي اول من امس اثر قيام اتباعه بنصب كمين لدورية عسكرية في منطقة نشور همدان بالقرب من نقطة تفتيش أمنية. وأصيب عدد من افراد الدورية بجروح خطرة. وتصدى رجال الأمن في نقطة التفتيش للمسلحين لمنعهم من الفرار غير ان أولئك بادروا باطلاق نيران أسلحتهم، وأسفر الحادث عن مقتل جنديين واصابة خمسة بجروح، وفق بيان لوزارة الداخلية قال ان قوات حكومية لاحقت المسلحين وحاصرتهم في منطقة حيدان لإجبارهم على تسليم أنفسهم لارتكابهم اعمالاً اجرامية مخلة بالامن وتنفيذ اعتداءات على مؤسسات حكومية ومراكز للشرطة والاعتداء على طلاب مدارس ومنعهم من الوصول الى مدارسهم ونشر الرعب والخوف بين المواطنين الآمنين في محافظة صعدة. وأشار بيان الداخلية الى ان هذه العناصر التابعة للحوثي وهو من زعماء الشيعة الزيدية في اليمن ارتكبت الكثير من الاعمال التخريبية "المتطرفة" منها اعتداء على خطباء المساجد والعلماء واثارة الشغب داخل المساجد. واعتقلت أجهزة الأمن اليمنية خلال الاشهر الماضية العشرات من اتباع الحوثي الذين تظاهروا في عدد من المساجد في محافظة صعدة والمسجد الكبير في العاصمة صنعاء اثناء صلاة الجمعة ورددوا شعارات "الموت لأميركا والموت لاسرائيل" واشتبكوا مع رجال الأمن. وأفاد عدد من انصار الحوثي بأن هذه الشعارات يتم ترديدها بتعليمات منه ولقناعتهم المطلقة بها كرد فعل على جرائم الولاياتالمتحدة واسرائيل بحق المسلمين في فلسطين والعراق. وفي هذا السياق أكد عبدالكريم جدبان النائب عن دائرة منطقة حيدان في محافظة صعدة ل"الحياة" ان محاولات يبذلها 9 نواب يمثلون المحافظة بالاضافة الى مشايخ ووجهاء من القبائل للتوسط بين الحوثي والقوات التي تحاصره وانصاره في عدد من المناطق لايجاد تسوية سلمية، غير ان توتر الأجواء هناك واستمرار الاشتباكات لا يزالان يحولان دون تحرك الوسطاء. واضاف النائب جدبان انه على اتصال بالمناطق التي تشهد الاحداث وقال انه تلقى أمس اتصالاً من النائب يحيى بدر الدين الحوثي شقيق حسين الحوثي الذي اكد له ان شقيقه لا يحبذ العنف وإراقة الدماء ومستعد لحل سلمي، وانه لا يعارض السلطة او ينازعها الشرعية. وكان عدد من علماء المذهب الزيدي في اليمن وعلماء آخرين دانوا في بيان لهم اخيراً افكار وطروحات الحوثي التي تطعن في اصول الفقه في الزيدية والمذاهب الاسلامية الاخرى، ووصفوها بأنها مجرد ضلالات ينبغي عدم الالتفات اليها وان على المسلمين عدم الانشغال بها عن افعال اميركا واسرائيل وجرائمهما بحق المسلمين. وتخشى الحكومة اليمنية من تفشي افكار الحوثي وتطرف اتباعه بما يشكل تهديداً للأمن.