عززت استقالة الوزير ايفي ايتام ونائب الوزير يتسحاق ليفي من الحزب الوطني الديني مفدال اليميني المتطرف من الحكومة الاسرائيلية احتمالات انضمام حزب العمل المعارض الى حكومة ارييل شارون. وشرع "متمردو" حزب "ليكود" الذين يعارضون خطة زعيمهم ل"فك الارتباط" مع الفلسطينيين بالعمل على اقامة "كتلة مانعة" داخل الحزب لمنع انضمام حزب العمل الى حكومة ائتلاف وطني تضم الاحزاب الثلاثة الاسرائيلية الكبرى ليكود والعمل وشينوي وضد تطبيق هذه الخطة على الأرض. وقدم كل من ايتام وليفي استقالتيهما الى شارون مساء امس بناء على توصية الزعيم الروحي للحزب الحاخام مردخاي الياهو بالانسحاب من الحكومة على خلفية اقرار مجلس الوزراء الاسرائيلي بغالبية 14 صوتاً مقابل سبعة خطة "فك الارتباط" المعدلة. ونقل عن أيتام قوله ان شارون، بإقراره خطة "فك الارتباط" إنما "قدم لحماس دولة ارهاب مستقلة على طبق من دم اليهود". وأضاف في مؤتمر صحافي انه لا يستطيع البقاء في حكومة قررت "اقتلاع مستوطنات من أرض اسرائيل". ودعا ايتام الى "ازاحة شارون من السلطة". وأثارت استقالة الاثنين ردود فعل غاضبة من الجناح الاقل تطرفا في الحزب والذي يترأسه الوزير زبولون اورليف الذي اعلن انه سيبقى في الحكومة وان قرار ايتام وليفي لا يعني انسحاب "مفدال" من الائتلاف ودعاهما الى الاستقالة من الحزب نفسه. ويرى جناح اورليف المؤيد للبقاء في حكومة شارون ان انسحاب "مفدال" بعد اقالة الوزيرين من حزب "الاتحاد القومي" اليميني المتطرف الاخر مقدمة لانهيار الحكومة اليمينية على يد احزاب يمينية وعودة الى حكومة "عمل - ليكود" مشتركة تضر بمخططات وسياسات اليمين الاسرائيلي. وتقرر ان يتم بت مصير حزب "مفدال" في حكومة شارون الاثنين المقبل وسط توقعات بانشقاق الحزب. وباستقالة ايتام وليفي، وحتى ان بقي "مفدال" في الائتلاف الحكومي، يُفتَح الباب على مصراعيه امام انضمام حزب العمل لحكومة شارون ولم يتبق سوى "عقبة" قرار المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية للبت في اتهامات الرشوة والفساد التي يواجهها شارون. وعقب زعيم حزب العمل الاسرائيلي شمعون بيريز على نية اللجنة المركزية لحزب "مفدال" البقاء في الحكومة بأنه مناسب للحزب. وقال في تصريحات لاذاعة الجيش الاسرائيلي: "مفدال مستعد للدخول في حكومة تريد اخلاء مستوطنات وتحظر الاستثمار في المناطق الفلسطينية... هذا رائع". واضاف ان ذلك يعني ان "مفدال" يتحمل مسؤولية اخلاء المستوطنات. ونفى بيريز وجود نية لدى حزبه للانضمام الى حكومة شارون ولكنه استدرك قائلا: "اذا قررت مركزية الحزب الانضمام فلن يكون هناك خلاف". وإذا انسحب "مفدال" من الحكومة فانها تفقد غالبيتها في الكنيست ولا يبقى لها سوى تأييد 55 عضوا من مجموع 120 . وشرع "متمردو" ليكود في حزب شارون الحاكم بجمع التواقيع لاقامة "كتلة مانعة" ضد انضمام حزب العمل الى الحكومة. ويقود هذا المعسكر النائب عوزي لانداو الذي تعهد بالعمل على افشال خطة "فك الارتباط". إلى ذلك، كشفت مصادر اسرائيلية ان الحكومة بدأت امس تشكيل لجان على مستوى الوزراء والمديرين العامين للتحضير لاجراءات الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وتطبيق خطة "الفصل".