اتهم "متمردو دارفور" القوات الحكومية السودانية وميليشيات "الجنجاويد" الموالية لها بقتل وجرح عشرات المدنيين في غارات على عدد من القرى والاسواق في المنطقة. وتتواصل المواجهات المسلحة في غرب السودان رغم تمديد وقف النار ووصول طلائع فريق المراقبة الافريقي الى المنطقة، بعدما وقعت الحكومة وفريق المراقبين اتفاقاً يحدد العلاقة بينهما. وقال الناطق باسم "حركة تحرير السودان" محمد حامد علي في اتصال هاتفي ل"الحياة" من دارفور ان طائرتي "انتونوف" اغارتا امس على سوق شعبي في شمال دارفور للمرة الثانية خلال اسبوع. وأشار الى "مقتل وجرح عشرات من المدنيين... ولم تتمكن من احصاء جميع الضحايا بسبب عنف القصف الجوي". موضحاً "ان الخوف يسود سكان المنطقة، خصوصاً ان القوات الجوية السودانية كانت قصفت التسوق نفسه الجمعة الماضي وقتلت اكثر من 10 مدنيين". وأوضح "ان الجمعة هو يوم السوق الاسبوعي في المنطقة. وتهدف الحكومة من عمليات القصف الى بث الرعب في نفوس المدنيين وضرب المرافق العامة لديهم، لا سيما ان المنطقة تقع تحت سيطرة حركة تحرير السودان". إلى ذلك، أكد المتمردون "مقتل 11 مدنياً وجرح 23 آخرين في منطقة جليل مون قرب مدينة كليس في غرب دارفور". وأشاروا الى "استخدام القوات الحكومية القصف المدفعي المكثف والجوي وميليشيات الجنجاويد في الهجوم على جبل مون اول من امس وحرق عدد من القرى المجاورة في اطار سياسة الارض المحروقة وتفريغ المناطق من سكانها الاصليين". وتوعد المتمردون "بالقصاص للمدنيين إذا استمرت الخرطوم في خرق وقف النار"، مؤكدين التزامهم اتفاق وقف النار. فيما اكدت مصادر مستقلة "حصول مواجهات بين القوات الحكومية وفصائل المتمردين في مناطق عدة من دارفور". وفي الخرطوم، وقعت الحكومة السودانية وفريق مراقبي وقف النار في دارفور التابع إلى الاتحاد الافريقي اتفاقاً حدد طبيعة العلاقة بينهما، قبل توجه الفريق إلى غرب البلاد لمباشرة مهماته. وشمل الاتفاق الذي وقعه عن الحكومة السفير عبدالوهاب الصاوي وعن الاتحاد الافريقي البوركيني كي دولاس، على تحديد العلامات المميزة لأعضاء الفريق وزيهم العسكري والأسلحة والمعدات والآليات التي يستخدمونها واعفاء السيارات وأجهزة الاتصال من الرسوم الجمركية. وأكد الاتفاق حياد الفريق وتقديم التسهيلات له وتوفير الظروف الملائمة لمعالجة الأزمة الإنسانية وتهيئة المناخ للحل السياسي. واعتبر رئيس الفريق الاتفاق خطوة مهمة ليتمكن أعضاؤه من الاطلاع بدورهم في مراقبة وقف النار الذي وقع في نيسان ابريل الماضي في نجامينا ومدد أخيراً 45 يوماً، موضحاً أن طلائع الفريق ستتوجه اليوم إلى الفاشر، كبرى مدن دارفور، التي ستكون مقراً رئيسياً له. وأكد أن الاتفاق سيتيح لهم التحرك في دارفور من دون مخاوف، ورأى أن ذلك مرتبط بمدى تقدم المحادثات السياسية بين الحكومة و"متمردي دارفور". وأعرب عن أمله بأن لا يأخذ ذلك وقتاً طويلاً. وأوضح السفير الصاوي ان الفريق، الذي يضم ممثلين للاتحاد الافريقي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الحكومة وحركتي التمرد في دارفور والوسيط التشادي، سيتمركز إلى جانب الفاشر في نيالا والجنينة وكبكابية والطينة وابشي.