تجددت الاشتباكات في الكوفة أمس بين القوات الأميركية وعناصر "جيش المهدي" التابع لمقتدى الصدر، وفيما أعلنت مصادر عراقية مقتل 5 عراقيين وجرح 15، نقلت شبكة "سي ان ان" عن مسؤولين عسكريين ان القوات الأميركية قتلت 30 مسلحاً عراقياً. وسمعت انفجارات واطلاق نار كثيف بعد ظهر أمس في النجف، بعد أيام من الهدوء. وقتل عراقيان وجرح ثلاثة في قصف استهدف محيط مبنى السفارة الايطالية في بغداد، كما قتل ضابطا أمن عراقيان في بعقوبة، وقضى مترجم عراقي لدى "التحالف" حرقاً داخل سيارته في كركوك. بعد أيام من الهدوء، تجددت المواجهات في النجف بين القوات الاميركية وعناصر "جيش المهدي"، وسمع دوي انفجارات واطلاق نار ما دفع مئات من الاشخاص الى الفرار من الشوارع المزدحمة وسط المدينة فيما أغلقت المتاجر. وتواصلت الاشتباكات في الكوفة، وأفاد الموظف في مستشفى الفرات الاوسط محمد عبدالكاظم عن مقتل خمسة وجرح 9 آخرين في اشتباكات اندلعت فجراً بين "جيش المهدي" والقوات الاميركية. واضاف ان معظم القتلى والجرحى من المدنيين وبينهم اطفال. واكد المسؤول في مستشفى الحكيم في النجف مهدي خوير ان "ستة مدنيين جرحوا في اشتباكات الكوفة أحضروا الى المستشفى" صباحاً. واوضح ان "ثلاثة منهم من عائلة سقطت على منزلهم قذيفة". وكانت شبكة "سي ان ان" نقلت عن مسؤولين عسكريين أميركيين ان اقتحام القوات الأميركية الكوفة فجر أمس أسفر عن مقتل 30 مسلحاً عراقياً. وأضافت ان 15 دبابة تقل أكثر من مئة جندي أميركي دخلت المدينة فجراً بعد إطلاق مسلحين 50 قذيفة "مورتر" باتجاه قاعدة أميركية على الطريق الرئيسية بين النجف والكوفة. وتابعت ان القوات الأميركية قتلت 30 مسلحاً استخدموا مدرسة في المدينة لشن هجماتهم على القاعدة. وأصيب في الاشتباك 4 جنود أميركيين. وكان القتال تجدد الأربعاء بين القوات الأميركية و"جيش المهدي" في الكوفة، فيما شوهدت سحب دخان تتصاعد من القاعدة الأميركية. وأعلن محافظ النجف عدنان الذرفي الثلثاء التوصل الى هدنة بين قوات "التحالف" وميليشيا الصدر لمدة 72 ساعة، لكن مسؤولاً في مكتب الصدر في النجف نفى ذلك وقتل عراقيان وجرح ثلاثة أمس في قصف بقذائف "هاون" على محيط مبنى السفارة الايطالية في بغداد. وقال الضابط في الشرطة حسام حسين ان "خمس قذائف هاون سقطت في محيط السفارة احداها قرب مطعم وقتلت عراقيين وجرحت ثلاثة". وأضاف ان اياً من القذائف لم تصب مبنى السفارة، مشيراً الى ان قذيفتين اخريين سقطتا على متجرين قريبين من دون ان تنفجرا، في حين اصابت قذيفتان منازل في المنطقة من دون سقوط ضحايا. في بعقوبة 60 كلم شمال شرقي بغداد قال احد حراس نائب محافظ المدينة ان احد زملائه قتل في هجوم، بينما كانا يرافقان ابنة نائب المحافظ الى الجامعة. وتحدث عن مقتل أحد ضباط الأمن رياض شلال الجنابي صباح أمس وسط المدينة. وفي بلدة بني سعد 20 كلم جنوببعقوبة، جرح شرطي بطلق ناري بينما كان في نقطة تفتيش مشتركة بين الشرطة وقوات الدفاع المدني. وفي كركوك شمال قتل رئيس تحرير ثلاث صحف محلية اسبوعية يعمل مترجماً لدى مقر العمليات المدنية للجيش الاميركي، عندما القيت قنبلة على السيارة التي كان يستقلها. وقال قائد الشرطة في كركوك شيركو شاكر حكيم ان "مجهولين القوا قنبلة على سيارة سهر نعيمي في حي القورية ما أدى الى مقتله واحتراق السيارة بالكامل". وكان نعيمي رئيساً لتحرير صحف "الميزان" و"الخيمة" و"الحياة الجديدة"، وهو ينتمي الى مجموعة سياسية قومية عربية معتدلة في كركوك. وأعلن قائد الشرطة في كركوك ان احد مرافقيه قتل وجرح آخر في هجوم نفذه مجهولون لدى خروجه من منزله شرق المدينة. الى ذلك، اكد الجيش الاميركي ان مسلحين أطلقوا ليل أول من أمس قذائف هاون وصواريخ على مخازن للعتاد العسكري في مطار كركوك حيث مقر القوات الاميركية. وأسفر القصف عن انفجارات قوية متتالية واندلاع حريق امتد في كل المطار، لكنه لم يتسبب في اصابات. على صعيد آخر، اعلن ناطق باسم وزارة الدفاع الجورجية أمس ان ثلاثة جنود جورجيين في قوات "التحالف" اصيبوا بجروح طفيفة لدى تعرض مواقعهم لقذائف. وتوجه اكثر من ألفي عنصر من الشرطة العراقية من تكريت فجر أمس الى سامراء 150 كلم شمال بغداد لتعزيز عناصر الشرطة هناك. وأكد احد افراد الشرطة في سامراء ان "مسلحين هاجموا مقر قوات الدفاع الوطن ومركزاً لمديرية الشرطة في المدينة، فأرسلت تعزيزات الى المدينة"، فيما قال مصدر آخر ان المواجهات مستمرة منذ الثلثاء. وأشار أحد افراد الشرطة المقربين من احد المسؤولين في قيادتها في سامراء الى ان "وزير الداخلية فلاح حسن النقيب، وهو من ابناء المدينة، محاصر من مجموعة مسلحة. ولهذا السبب توجه افراد من الشرطة للمرة الأولى من دون اي تدخل من القوات الاميركية لفك الحصار عن الوزير المحاصر منذ يومين"، وهو ما كذبته مصادر الوزارة مؤكدة أنه في بغداد.