المقاييس الطبيعية في كرة القدم تضع منتخب إيطاليا في صدارة قائمة الترشيحات والتأهيل عن المجموعة الثالثة على حساب السويد والدنمرك وبلغاريا في البطولة الأوروبية الثانية عشرة التي تنطلق في البرتغال في 12 حزيران يونيو الجاري. ولكن كرة القدم ليست رياضة المقاييس والنتائج الطبيعية، والمنتخب الإيطالي المدجج دائماً بالنجوم لم يحرز لقباً عالمياً منذ فوزه المونديالي في 1982 وفوزه الأوروبي في 1968. والإيطاليون متفائلون هذه المرة بوجود مدرب له باع في البطولات، هو جيوفاني تراباتوني، مع اكتمال نضوج جيل رائع من اللاعبين يضم الكبار أمثال نيستا وكانافادو وتوتي وتولدو وفييري وديل بيرو والصاعدين كاسانو وبيرلو وغاتسو وجيل الوسط من بوفون وزامبروتا وفيوري وتاكيناردي وزانيتي. والمنتخب الدنمركي يمثل دائماً لغزاً لا يمكن تفسيره" يخسر بسهولة ويسقط بنتائج كبيرة وعجيبة عندما يرشحه الجميع للتألق، ويفاجئ الخبراء بانتصارات مذهلة وعروض بديعة عندما يستبعده الفنيون من التصنيف، ومع المدرب الشهير مورتين أولسين يدخل الدنمركيون هذه المرة وهم خارج دائرة الترشيحات، وهو اعتمد على 20 محترفاً خارج الحدود ضمن تشكيلته في البطولة. "لن نكرر الأخطاء التي وقعنا فيها عبر الدقائق الأخيرة من مباراتنا ضد فرنسا في نهائي البطولة الماضية 2000، وأضاعت اللقب في الوقت بدل الضائع. ولن نكرر الأخطاء التي حدثت أمام منتخب كوريا الجنوبية في ثمن نهائي كأس العالم 2002 وأخرجتنا باكراً من البطولة". الوعي ازداد عند الجميع في الجهاز الفني وبين اللاعبين، ولن يميل تراباتوني مجدداً إلى الأداء الدفاعي أو زيادة التكتل في وسط الملعب. ويضع تراباتوني نجماً كبيراً أو أكثر في كل خط،. ويرى الإيطاليون أن توتي هو أفضل لاعب في العالم حالياً قبل الفرنسي زيدان والبرتغالي فيغو والإنكليزي بيكهام والبرازيلي رونالدو والإسباني راؤول وغيرهم، ولكن العالم لا يرى الشيء ذاته" لأن نجاح توتي الدولي لا يزال محدوداً. وركزت كل مكاتب المراهنات مع الصحف والمجلات الكبرى أخيراً على ترشيح فرنساوإيطاليا معاً إلى المباراة النهائية للمرة الثانية على التوالي. المشوار والبرنامج كان المنتخب الإيطالي قد تعثر بغرابة ذهاباً وإياباً في تعادلين غريبين في تصفيات المجموعة التاسعة مع منتخب الصرب - يوغوسلافيا سابقاً - 1-1 و1-1 . وسقط الآزوري- وهو لقب منتخب إيطاليا ويعني اللون الأزرق السماوي باللغة الإيطالية - خاسراً في ويلز 1-2، ولم ينقذه ويمنحه بطاقة الصدارة والتأهل في المجموعة إلا 4 انتصارات على فنلندا وأذربيجان والفوز على ويلز 4-صفر في لقاء الإياب. وكشفت التصفيات عن دفاع حديدي للإيطاليين وهجوم فعال، لكن الجانب السلبي تمثل في عدم ثبات المستوى. ويلعب منتخب إيطاليا مبارياته الثلاث في المجموعة الثالثة ضد الدنمرك في غيماريش وضد السويد في بورتو وأخيراً ضد بلغاريا مجدداً في غيماريش أيام 14 و18 و22 حزيران، وفي حال تأهله متصدراً المجموعة يخوض لقاء ربع النهائي ضد ثاني المجموعة الرابعة في فارو لولي. وكان الإيطاليون بكروا بالاستعداد للبطولة بإنهاء مسابقتي الدوري والكأس المحليتين في النصف الأول من حزيران، واستفاد تراباتوني من خروج أندية إيطاليا من بطولتي أوروبا وعدم وجود نجومه في الأندية الخارجية التي سارت حتى نهائيات بطولتي الأندية. وأعلن تراباتوني - قبل الجميع - تشكيلة إيطاليا في 17 أيار مايو الماضي، واكتفى بمباراة ودية واحدة فاز خلالها على تونس 4-صفر في رادس، والأهداف للتونسي رياض بوعزيزي في مرماه، وكانافارو وبيرلو وزامبروتا، وتدرب المنتخب في فلورنسا ويصل إلى البرتغال ويستقر في لشبونة في 7 حزيران يونيو الجاري.