أعلنت "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"،أمس الحرب على كل أجنبي على الأراضي الجزائرية. وجاء هذا البيان الأول من نوعه في سياق "تغيير" الاستراتيجية التي تبنتها الجماعة خلال السنوات الأولى من نشأتها تحت قيادة "أميرها" السابق حسان حطاب. وتزامن مع اعلان السلطات قرب استسلام نحو 40 من اعضاء هذا التنظيم المسلح. وبثت الإذاعة الرسمية أن 37 عنصرا ينشطون في احدى كتائب "الجماعة السلفية" في ولاية جيجل 350 كلم شرق العاصمة يستعدون لوضع السلاح خلال ايام، للاستفادة من تدابير العفو الجزئي أو الكلي. ونقلت عن مصدر امني أن هؤلاء "التائبين" يستعدون للعودة إلى ذويهم برفقة زوجاتهم وأبنائهم. وقال المصدر إن عدداً مماثلاً من مسلحي الجماعات الإسلامية تركوا تنظيماتهم منذ نهاية ايلول سبتمبر 2003. يذكر ان "الجماعة السلفية" نفت باستمرار استسلام عناصرها الذين دعتهم الى تكثيف العمليات. كما نفت حصول اي اتصالات مع السلطات. وفي هذا السياق، وزعت امس، عبر موقع لها في الإنترنت بيانا قالت فيه انها "تقرر في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة المسلمة عموما، والمجاهدون خصوصا إعلان حربها على كل ما هو أجنبي كافر داخل الحدود الجزائرية سواء ما يتعلق بالأفراد أم المصالح أم المنشآت". واضافت الجماعة، في بيان وقعه "أميرها" نبيل صحراوي، المدعو مصطفى أبو إبراهيم، وحمل تاريخ السادس من حزيران يونيو الجاري أن هذا الموقف اتخذ "قياما بواجب نصرة الإسلام والمسلمين دفاعا عن نفسها وعن إخوانها ورد اعتداء اليهود والصليبيين وسائر الكافرين، كما تعلن أنها ليست ملزمة بأي عقد يبرم مع نظام الجزائر"، في اشارة الى قانون الوئام الذي يخفف العقوبات على المسلحين الذين يسلمون انفسهم الى السلطات. ولاحظ محللون أن البيان جاء عقب تأكيد قياديين في الحركة من أجل الديموقراطية والعدالة التشادية المعارضة مقتل "الأمير" السابق حسان حطاب أبو حمزة على يدي قوات الحكومة التشادية خلال اشتباكات في منتصف آذار مارس الماضي، وخلفت 15 قتيلا من التنظيم الجزائري بعد مطاردتهم في كل من مالي والنيجر بدعم من الولاياتالمتحدة. وقالت "الجماعة السلفية" ان إعلانها الحرب على "كل من هو أجنبي كافر" تفرضه أيضا "حقوق الأخوة الإيمانية وهي ترى الغرب الصليبي يتعاون مع اليهود والمرتدين لقهر المسلمين... لقد أعلن اليهود والنصارى وسائر المشركين عداوة دعوة رسول الله منذ بدايتها، وأبوا إلا حربه بكل أنواع الحروب ليصدوا عن سبيل الله".