نجا اللفتنانت جنرال احسان سليم حياة قائد الجيش في كراتشي، كبرى المدن الباكستانية، من محاولة لاغتياله أمس عندما هاجم مسلحون موكبه مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص، فيما دارت اشتباكات لليوم الثاني على التوالي في المناطق القبلية قرب الحدود مع افغانستان بين قوات الجيش الباكستاني ومسلحين يعتقد انهم ينتمون الى تنظيم "القاعدة". وفي أفغانستان، قتل مسلحون 11 من عمال الطرق الصينيين اثر اقتحام مجمع يقيمون فيه جنوب مدينة قندوز. وفيما ألقى حاكم الاقليم مسؤولية الهجوم على "المتشددين الذين عقدوا العزم على زعزعة استقرار حكومة" الرئيس الافغاني حامد كرزاي بمهاجمة الاجانب والعاملين في منظمات الاغاثة قبل موعد انتخابات الرئاسة في ايلول سبتمبر المقبل، نفت حركة "طالبان" مسؤوليتها عن الهجوم الذي يمثل ضربة جديدة للرئيس الافغاني. ووقع الهجوم على موكب حياة على بعد 400 متر من القنصلية الاميركية في المدينة. وقال شهود ل"الحياة" ان أربعة مسلحين هاجموا الموكب واشتبكوا مع عناصر المرافقة نحو عشر دقائق ثم لاذوا بالفرار. وقال الناطق العسكري الباكستاني الجنرال شوكت سلطان ان ستة جنود وشرطيين ومدنياً قتلوا في "الهجوم الارهابي الذي يهدف الى زعزعة الاستقرار"، فيما أكّدت مصادر ل"الحياة" اصابة الجنرال حياة بجروح طفيفة. وربط سلطان في تصريحات ل"الحياة" في شكل غير مباشر بين محاولة الاغتيال والمعارك في منطقة القبائل التي تؤكد اسلام آباد ان ما يصل الى 600 متشدد أجنبي من بينهم عرب وشيشان وأوزبك يختبئون فيها بحماية رجال قبائل محليين، مشيراً الى "ان ما جرى في كراتشي يأتي في سياق الحرب على الإرهاب والسياسة العامة للرئيس برويز مشرف". واستبعد محللون أن تكون محاولة الاغتيال جزءاً من العنف الذي تشهده المدينة "اذ أن هذا العنف طوال السنوات الماضية لم يطل رموز الجيش الباكستاني". واعتبروا الهجوم رسالة واضحة من "القاعدة" للضغط على قادة الفيالق الباكستانية ال11 الذين عادة ما يلعبون الدور الأهم في السياسة الداخلية والخارجية لممارسة ضغوط على الرئيس مشرف لوقف العمليات في منطقة القبائل. وأطلق المقاتلون المتحصنون في المنطقة أمس مزيداً من الصواريخ على الجيش الذي ردّ بنيران المدفعية وأعلن قتل أكثر من 20 مقاتلاً، فيما صرح مصدر أمني بأن 15 على الاقل من قوات الامن قتلوا في الاشتباكات أول من أمس. وأعلنت حال التأهب الامني في المطارات الباكستانية الدولية في كراتشي ولاهور وإسلام آباد تحسباً لأي رد فعل للحملة التي يشنها الجيش في منطقة القبائل. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" ان اجهزة الاستخبارات البريطانية والاسترالية تلقت معلومات "محددة وموثوقة" بأن مجموعة من "الجماعة الاسلامية" مدربة وصلت الى اندونيسيا في الاسابيع الماضية من مينداناو جنوب الفيليبين لاغتيال غربيين بينهم سفراء الولاياتالمتحدة وبريطانيا واستراليا في جاكرتا.