اتسعت دائرة النقاش حول نماذج أسئلة الامتحان التي تعتمدها الجامعات السورية لتعم جميع الطلاب. وناشد طلاب الكليات العملية مجالس الجامعات والكليات ان تحذو حذو الكليات النظرية التي أقرت النموذج متعدد الخيارات في امتحاناتها أو ما يعرف بالنموذج الأميركي، بعدما نجح بعضها في تطبيق النموذج على جميع مقرراته الدراسية في خطوة لاقت استحسان معظم الطلاب. وبدا ان نموذج "العم سام" يحقن الطلاب بجرعة مسكنة تهدئ من روعهم وقت الامتحانات بتوجيه ممتلكاتهم العقلية نحو فهم المقررات واستيعاب فصولها للإفادة من معلوماتها في الحياة العملية بدل اللجوء الى اختبار مقدرة الطالب على حفظ المعلومات غيباً، ما يحرمه من إمكانية استرجاعها وقت الحاجة اليها كما هي الحال في النموذج الفرنسي لأسئلة الامتحان، على ما يعتقدون. وأعطى حكمت جمعة طالب سنة رابعة في كلية الطب البشري أهمية كبيرة لامركة أسئلة الامتحان "لكونها توفر للطالب الفرصة لإعادة النظر في المقررات التي ينوي خوض الامتحان فيها، وبخاصة ان النتائج تصدر في اليوم نفسه الذي يجرى فيه امتحان المقرر، مما انعكس زيادة في نسبة النجاح وارتفاع المتوسط الحسابي لمعدل علامات السنة الدراسية"، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة التزام أساتذة الكلية بالمناهج الدراسية المقررة التي لا تتوافق مع نتائج البحوث الطبية الجديدة وآخر الاكتشافات العلمية. وتستنفر الامتحانات الطلاب السوريين وأسرهم وتتوقف نتائجها على الطريقة المتبعة في تقديم نموذج الامتحان. وتسبب النموذج الفرنسي التقليدي، الذي يصفه بعضهم بالديكتاتوري، في دفع الكثير من الطلاب الى قائمة المستنفدين لفرص التقدم الى الامتحان والذين ينتظرون كل عام صدور مرسوم من خارج الجامعة. والحال ان إتباع أسلوب التلقين وفرض المعلومات لحفظها في خلايا الذاكرة لا يروق لكثير من الطلاب الذين يستشهدون بنتائج المختبرات العلمية التي تحبذ منطق الاستقراء في تعامل الطلاب مع المعلومات والبيانات. وطالب خالد الابراهيم طالب في كلية الهندسة المدنية عمادة الكلية بإعادة النظر في نموذج الامتحان: "يمكن إتباع الطريقة الأميركية، التي تناسب روح العصر، في المقررات العملية بتخصيص خانة الاختيار المتعدد لنتائج حل المسألة الحسابية بدلاً من سرد كل العمليات المؤدية اليها، الأمر الذي ينصف الطلاب ويحسم الجدل الدائر حول جور تصحيح أوراق الامتحان... ويفضل الطلاب ان يتولى الكومبيوتر حسم النتيجة لأنه موثوق وحيادي في تعامله معهم، اضافة الى سرعته في إنجاز المهمات الموكلة اليه". وأثار قرار مجلس الجامعة، القاضي بتقليص مدة امتحان المقرر الى نصف المدة المعهودة سابقاً، لبساً بين الطلاب "إذ انه ترك لمدرس المقرر حرية تحديد عدد الاسئلة الامتحانية من دون مشورة الطلاب الذين يشعرون بالقلق أثناء الامتحان". وكان قرار آخر أصدرته وزارة التعليم السورية منذ عامين، خفضت بموجبه فترة الامتحانات الجامعية الى أقل من شهر واحد، لقي موجة الاستنكار نفسها ما اعتبر في حينه تهديداً للطلاب الراسبين في اكثر من مقرر بالاستغناء عنهم في الصفوف الدراسية الأعلى، لا سيما ان اللائحة التنفيذية الجديدة التي تنظم سير عمل الجامعات السورية خيّبت آمال الطلاب الدارسين فيها بعدما تردد أنها ستقر تقسيم فترات الامتحان الى ثلاثة فصول كما هو متبع في الكثير من الجامعات. وفيما أعرب الكثير من الطلاب عن أمنيتهم تقليد الأميركيين في تعاطيهم مع العلم، وفي شكل خاص طريقة ادارتهم الامتحانات، انتقد أحمد العلي الطالب في كلية الحقوق تطبيق النموذج متعدد الخيارات على جميع الكليات والمقررات "التي لا يجرى تحديثها في شكل مستمر، ويقود ذلك الطلاب الى الكسل والاتكال على أسئلة الامتحانات السابقة التي غالباً ما تتكرر من دون بذل جهد حقيقي في سبيل تحصيل العلم ومواكبة البحث العلمي".