لم يتردد طلاب الجامعات العراقية في تعليق لوحات فكاهية تعبر عن تذمرهم من الأسئلة التي واجهوا صعوبة في حلها أثناء الامتحانات في الأيام الماضية والتي خطوها بأنفسهم مستوحين بعضها من حملة إعلانات حكومية ضد الإرهاب ظهرت لسنوات طويلة على شاشات الفضائيات. الطلاب الذين وجدوا في هذه اللوحات متنفساً للتعبير عن احتجاجهم على بعض الأسئلة الامتحانية التي وصفوها ب «الصعبة»، افرط بعضهم في الشكوى من طبيعة الأسئلة الامتحانية التي قالوا إنها ركزت على مفردات دراسية دون غيرها وليس على فهم عام لمضمون المواد. «الامتحان لا دين له، أنا طالب، أنا ضده»، واحدة من ابرز اللوحات التي خطتها أنامل الطلاب وعلقتها على ممرات بعض الجامعات وهي مستوحاة من إعلان حكومي يعرض على شاشات الفضائيات منذ اكثر من اربع سنوات ويقول: «الإرهاب لا دين له. أنا مسلم. أنا ضده». الشكوى من صعوبة بعض الأسئلة دفعت كثيرين إلى التنبؤ ب «التصييف» لهذا العام، وهو المصطلح المتداول بين الطلاب ويعني الرسوب كلياً أو عدم النجاح في الدور الأول لكن بعلامات تتيح التقدم إلى أداء امتحانات الدور الثاني. وعندما يقول احد الطلاب انه «سيصيف هذا العام» فهذا يعني انه لن ينجح في الامتحان في الدور الأول وسيضطر إلى الدراسة أثناء الصيف ليتمكن من أداء امتحانات الدور الثاني التي تبدأ في نهاية العطلة الصيفية من كل عام في الجامعات العراقية التي أقرت منذ بضعة أعوام نظام الدور الثالث. النظام الذي يسمح للراسبين في الدور الثاني بأداء امتحانات الدور الثالث واجه اعتراضات كثيرة من قبل الهيئات التدريسية التي اعتبرته نوعاً من الاستهانة بالعلم وبالشهادة، لا سيما أن هذا النظام يمنح الطلاب الكسالى ثلاث فرص للنجاح. إيناس علي محسن إحدى المدرسات في جامعة بغداد ترى أن تذمر الطلاب من صعوبة الأسئلة ليس بالضرورة مؤشراً إلى حقيقة شكواهم، أو مبرراً لدفع الوزارة إلى اتخاذ قرار بالسماح للطلاب بأداء امتحان دورين آخرين. وتقول: «حالات خاصة فحسب يمكن أن يسمح لها بأداء امتحان الدور الثالث ومنهم أولئك الطلاب الذين يتعرضون للاعتقال في هذه الظروف الأمنية أو المرض المفاجئ أو حالات الوفاة». أما الطلاب وعلى رغم تذمرهم من الامتحانات وشكواهم المتواصلة من صعوبة الأسئلة، فيجدون أن امتحان الدور الثالث فرصة مناسبة لإنقاذ أولئك الذين أوشكوا على التخرج ولم يتبق أمامهم سوى مادة دراسية واحدة تحول دون ذلك. وسواء سمحت الوزارة للطلاب الراسبين في الدور الأول بأداء امتحانات دور ثان أم ثالث أم الاثنين معاً، فلا شيء سيمنع الطلاب من التذمر على طبيعة الأسئلة وطرق التصحيح وظروف أداء الامتحانات وغيرها من الأمور التي يستحضرونها لدعم تذمرهم، فتلك هي دينامية العلاقة بين الطالب والأستاذ في فترة الامتحانات. منير سعد طالب في كلية الفنون الجميلة يقول إن الطالب لا يقتنع دوماً بما يضعه الأستاذ من أسئلة وقد يجد صعوبة إضافية فيها خلال الامتحان لأن الرهبة تكاد تكون حالة عامة بين الطلاب سواء كانوا متفوقين أم متقاعسين. منير متيقن من أن لوحات الاحتجاج على الأسئلة الامتحانية ستتكرر هي ذاتها في الدورين الثاني والثالث، « فالطالب المتكاسل لن يقتنع بالأسئلة الامتحانية التي لا تلبي طموحاته في تحقيق النجاح السهل».