الاتحاد والشباب والهلال والأهلي اطراف المربع الذهبي في مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم، فبعد ان اتضحت معالم المربع رسمياً وشكل الأهلي الضلع الرابع بعد فوزه على النصر أخيراً 2-1، بدأت التكهنات والترشيحات بين النقاد والجماهير، ويتبادر الى اذهانهم سؤال مهم: من يلاقي الاتحاد في المباراة الختامية من بين الفرق الثلاثة، اذ يلعب صاحبا المركزين الثالث والرابع في 22 من الشهر الجاري والفائز يلعب مع الوصيف في 27 الجاري. ولم تتحدد الى الآن الصورة النهائية لمواقع الشباب والهلال والأهلي كونهم سيلعبون الجولة ما قبل الاخيرة يومي الثلثاء والخميس المقبلين وفي ضوئها ستتحدد المراكز، علماً ان الشباب ضمن بنسبة كبيرة بقاءه في مركز الوصافة وله 39 نقطة وتبقى له مباراة سهلة امام الشعلة. ويبقى الصراع على المركزين الثالث والرابع قائماً بين الهلال والاهلي ولكل منهما 37 نقطة ويصب فارق الاهداف في صالح الأول، ويلعب الهلال مع الرياض والاهلي مع الاتحاد وتبدو حظوظ الهلال اوفر في التمسك بالمركز الثالث. "الحياة" تعرض قراءة مختصرة عن الوضع العام لكل فريق: الاتحاد.. من يقدر عليه؟ لم تعرف الخسارة طريقاً للاتحاد في الدوري المحلي فلقد خاض حتى الآن 21 مباراة من دون هزيمة وهو الرقم الذي يصعب على احدٍ تجاوزه، وانفرد "العميد" بصدارة الدوري منذ انطلاقته في أواخر آب اغسطس الماضي، ولم يتنازل عن موقعه منذ ذلك الوقت، وهو ضمن اللعب على المباراة الختامية قبل مدة بعيدة ويتصدر حالياً القائمة ب55 نقطة تاركاً بقية الفرق تتصارع على المراكز المتبقية. ووسط القوة الاتحادية الضاربة واحساس اللاعبين بأن لا أحد يستطيع هزيمتهم في هذا الموسم بعد ان زخرت الصفوف بلاعبين من طينة الكبار، حقق سباهان الايراني ما عجز عنه الآخرون، وفاز على الاتحاد 3-2 في البطولة الاسيوية، ومن تلك الخسارة بدأ "العميد" في العد التنازلي واخفق الى حد كبير في الاستحقاقات الخارجية التي يلعبها اذ يتذيل قائمة المجموعة الثانية في دوري ابطال العرب بعد الخسارة من الاسماعيلي المصري1-0 واخيراً من جاره الاهلي 2-3 الشهر الماضي، الى جانب تأرجحه في البطولة الاسيوية. وبدأت جدران الاتحاد في التصدع شيئاً فشيئاً مع اقتراب موسم الحصاد، ويخشى عشاقه ان تمتد اخفاقات الفريق لتطول خسارة نهائي الدوري. ويشير النقاد الى ان ما تعرض له الاتحاد اخيراً ناتج عن الارهاق الشديد الذي تعرض له اللاعبون بعد ضغط المباريات محلياً وخارجياً.. فهل يستعيد الاتحاد توازنه ام يواصل تخبطه؟ الشباب.. يعيد عصره الذهبي لا يختلف اثنان كون الشباب يعد من ابرز الفرق السعودية في هذا الموسم، فلقد اجبر "الليث الابيض" الايادي على التصفيق له بعد العروض المميزة التي قدمها في هذا الموسم رغم ان الفريق لم يتوج بطلاً حتى الآن، وتمكن من الحصول على مركز الوصافة في قائمة الدوري تاركاً خلفه فرقاً عتيدة في المراكز المتبقية الهلال والاهلي والنصر والاتفاق. واعتمد الشباب على الوجوه الشابة بشكل كبير وبنى جيلاً من الشبان قادرين على اعادة العصر الذهبي للفريق، عندما أكل فؤاد انور ورفاقه الأخضر واليابس في النصف الأول من التسعينات في القرن الماضي. وما جعل الشباب محط انظار واهتمام الجميع هو أن الفريق رغم الظروف الصعبة التي مرّ بها في هذا الموسم كون صفوفه لم تكتمل سوى لمباريات قليلة لابتعاد اكثر من ستة من اللاعبين الاساسيين عن الفريق لانضمامهم الى المنتخبات السنية إلا أن ذلك لم يثنِ من عزيمة الشبابيين ووصولهم الى مبتغاهم. ولم يمر الشباب على مراحل عدم التوازن كما هو حال بقية الفرق فلقد تمسك بالمربع الذهبي منذ انطلاق الدوري، ويحظى "الليث" بترشيحات الكثير من المحللين للوصول الى المباراة الختامية.. فهل يعيد جيل الغنام ومجرشي وعطيف الشباب الى منصات الذهب؟ الهلال.. استعاد عافيته مقولة عرفت منذ زمن بعيد "الهلال رجل يمرض لكنه لا يموت"، فالمتتبع لخطوات الهلال في هذا الموسم يدرك ان الفريق لم يحقق نتائج ايجابية على الاطلاق كون "الزعيم" فقد هيبته مع بداية الموسم الجاري، وتكالبت عليه الظروف واكد بعض النقاد أن الهلال قد شاخ ولم يعد قادراً على الوقوف على قدميه بعد ان كانت البداية غير مرضية لمناصريه لابتعاد الفريق عن المربع الذهبي لمسافة بعيدة. ووسط العواصف العاتية التي تعرض لها "بنو هلال" في الأيام الاخيرة وقف "الزعيم" على قدميه ليثبت للجميع انه لم يهرم بعد، فتقدمت "الكتيبة الزرقاء" خطوات الى الأمام حتى بلغ المربع الذهبي، ونجح الهلاليون في تحقيق نتائج ايجابية في البطولتين العربية والآسيوية. واكثر ما يخشاه الهلاليون هو سقوط نجوم الفريق بداعي الاصابة نتيجة الارهاق. الأهلي المارد الذي فاق من غيبته على خٌطى برشلونة الاسباني سار الاهلي.. فلقد جاء من المراكز المتأخرة بسرعة الصاروخ ليطرق ابواب المنافسة بقوة واحتل المرتبة الرابعة، في الوقت الذي فقد الجمهور الاهلاوي الأمل في فريقهم في بلوغ مربع الاقوياء بعد سلسلة الهزائم التي تعرض لها في بداية الموسم. واكد الغالبية من المتابعين للدوري السعودي في وقت سابق ان دخول الاهلي المربع الذهبي يعد من المستحيلات. وكانت تلك الاخفاقات واهمها خسارة كأس ولي العهد امام الاتحاد بمثابة الضربة القوية التي تلقاها الاهلاويون على رؤوسهم ليفيقوا بعدها ويعيدوا تشييد حصون "القلعة الخضراء". ويتصدر حالياً الاهلي مجموعته في دوري ابطال العرب. ويبدو ان مهمته في الوصول الى المباراة الختامية للدوري السعودي صعبة كونه يحتل المركز الرابع اذ سيلعب خارج قواعده مع صاحب المركز الثالث قبل ان يلاقي الوصيف على ارض الاخير. ويأمل الاهلاويون أن يصلوا الى المباراة الختامية ليردوا الدين للاتحاديين كونه حرمهم من اللقب في العام الماضي الذي خسره الاهلي 2-3.