سيكون ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة مساء اليوم الثلثاء محط أنظار الجميع" إذ يحتضن لقاء "ديربي" المنطقة الغربية الاتحاد والأهلي في ختام الدور التمهيدي من مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم. وبعيداً عن كون لقاءات الفريقين تحمل في طياتها الإثارة والندية إلا أن هذا اللقاء سيكون مختلفاً إلى حد كبير ولاسيما بعد العراك العنيف الذي حصل بين لاعبي الفريقين إثر مباراتهم في دوري أبطال العرب الشهر الماضي وفاز الأهلي يومها 3-2. ولا تزال "المعركة الدامية" التي حدثت للمرة الأولى في الملاعب السعودية حديث الأوساط ونتج عنها إيقاف وتغريم اللاعبين مرزوق العتيبي وسعيد الودعاني من الاتحاد ووليد عبد ربه من الأهلي إلى نهاية الموسم الرياضي محلياً ولمدة عام عربياً. ويخشى الجمهور الرياضي أن تكون مباراة اليوم تصفية حسابات بين الفريقين، وتتواصل الخلافات البعيدة عن الروح الرياضية. وبالعودة إلى مباراة اليوم، فقد ضمن الاتحاد صدارته القائمة ب55 نقطة منذ زمن بعيد، وسيكون لقاء اليوم مدرجاً تحت بند "تحصيل حاصل"، بيد أن الاتحاديين يسعون إلى ردّ اعتبارهم من الهزيمة الماضية التي تعرضوا لها من جارهم الأهلي عربياً الذي يحتل المرتبة الرابعة في القائمة وله 37 نقطة وهو مؤهل للحصول على مراكز متقدمة في حال تعثر الوصيف الشباب أو صاحب المركز الثالث الهلال اللذين بقيت لكليهما مباراة سهلة في الجولة الأخيرة" حيث يلاقي الشباب الشعلة والهلال الرياض الخميس المقبل. وحافظ الاتحاد على سجله خالياً من الهزائم محلياً، وهو في طريقه لتحقيق رقم قياسي في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين" إذ لعب 21 مباراة في المسابقة لم يذق فيها طعم الخسارة، ويخشى مناصروه أن يعكر الأهلي صفو سجلهم ويلحق بهم الخسارة الأولى محلياً كما فعل عربياً. ولا تبدو الأمور في البيت الاتحادي جيدة" فلقد بدأ الفريق في التراجع شيئاً فشيئاً، وأرجع مديروه ذلك إلى الإرهاق الذي تعرض له اللاعبون أخيراً لكثرة مشاركاتهم، فإلى جانب البطولات المحلية يلعب "العميد" حالياً في البطولتين العربية والآسيوية" الأمر الذي دعا إلى تساقط اللاعبين الواحد تلو الآخر بداعي الإصابة، فقد افتقدت الصفوف الاتحادية لاعبين مميزين أمثال البرازيلي تشيكو ومواطنه ديمبا ومناف أبو شقير ومحمد أمين وعبد الله الواكد. ووقع مدرب الاتحاد البرازيلي كندينو في مأزق غياب المهاجمين" فبعد إصابة حيدر وديمبا وإيقاف العتيبي وابتعاد حمزة إدريس لظروف والده الصحية لم يتبق لديه سوى الحسن اليامي وحمد أبو ربع. وتبدو معنويات لاعبي الاتحاد منخفضة إلى حد كبير، خصوصاً بعد الإخفاق في دوري أبطال العرب، وفقدان الفريق توازنه نوعاً ما، وابتعد الجميع في الاتحاد عن وسائل الإعلام، ويأتي في مقدمتهم رئيس النادي منصور البلوي الذي يحمله البعض مسؤولية ما حدث من خلاف كبير بين الجارين" وذلك لتصريحاته المثيرة للجدل. في المقابل، يدخل نظراؤهم في الأهلي المباراة وسط ارتفاع كبير في الجانب المعنوي بعد النتائج الإيجابية التي حققها الفريق في الأيام الأخيرة، سواء في الدوري المحلي أو البطولة العربية، واستعادة الكثير من اللاعبين مستوياتهم المعهودة أمثال خالد قهوجي وطلال المشعل. ولا يزال الأهلاويون يعيشون أيام العسل بعد تلك الانتصارات والمستويات الرفيعة. وميدانياً، كشفت التدريبات الأخيرة عن اتجاه المدرب البرازيلي فلامير إلى إراحة عدد من لاعبيه حسين عبد الغني وعلي العبدلي ونايف القاضي وخالد قهوجي وهو يخشى أن يتعرضوا للإرهاق. وسيمنح فلامير الفرصة للبدلاء في المشاركة، وأشار إلى أن المباراة "تحصيل حاصل ولا تمثل أهمية كبرى بعد ضمان موقعه في المربع الذهبي". يذكر أن لقاء الذهاب انتهى بالتعادل بين الفريقين 1-1.