استمرت الاعتقالات الاسبانية لكل من يشتبه بعلاقته من قريب او بعيد مع منظمي تفجيرات مدريد في 11 آذار مارس الماضي، وشملت امس مواطناً مغربياً لم تكشف هويته حتى ثبوت تورطه في الاعتداءات، اقتادته من محلة بارلا جنوبيمدريد ليل الخميس الماضي، بعدما عثرت على رقم هاتفه بين حطام المنزل الذي انتحر فيه سبعة متطرفين. ويأتي ذلك بعد ثلاثة أيام على إطلاق قاضي المحكمة الوطنية خوان ديل اولمو سراح ثلاثة اشخاص. وقارب عدد المعتقلين بالتالي الأربعين لم يبقَ منهم في السجن الا 12 شخصاً، اتهم خمسة منهم بالمشاركة الفعلية في وضع المتفجرات، هم المغاربة جمال زوغام ومحمد الشاوي ومحمد بقالي وعبدالرحيم زبق والسوري باسل غليون، والسبعة الباقون بمساندة عملية التمويل او الحصول على المتفجرات. بصمات لعزيزي المتواري وأعلنت الشرطة امتلاكها لائحة باسماء متطرفين اصدرت بحق بعضهم مذكرات بحث وتحر واعتقال دولية، من بينهم عامر عزيزي عثمان الاندلسي الذي يعتبر المسؤول العسكري لتنظيم القاعدة في اوروبا، ومواطنه المغربي سعيد براج. وترجح الشرطة ان احدهما قتل في المنزل الذي فجر فيه سبعة انتحاريين انفسهم مطلع الشهر الماضي، علماً انها لم تحدد حتى الآن الا هوية ستة منهم. ولا تزال الشرطة تنتظر معلومات حول عزيزي وبراج لتكتشف مدى تطابقها مع تلك التي في حوزتها. وكانت الشرطة عثرت على بصمات عامر عزيزي في المنزل الذي استعمل لتحضير حقائب المتفجرات في محلة مورتا دي تاخونيل جنوبمدريد، ما يؤكد وجوده في اسبانيا او انه يدخلها بسهولة بعدما فرّ منها منذ ان لاحقه القاضي غارثون بالتسار في تشرين الثاني نوفمبر 2001. لكن الشرطة التي كشفت اثره في تركياواسبانيا لا تزال تجهل مكانه. واكدت المصادر الامنية ان الانتحاري سرحان فخيت التونسي الاصل نقل بشاحنة صغيرة مجموعة من المتفجرات بقي بعضها في ذلك المنزل. وغرقت الشاحنة بالوحول خلال عملية النقل ليل 22 آذار مارس، قبل اربعة ايام من اكتشاف الشرطة المنزل وتفتيشه، ثم استعمل فخيت دراجة هوائية لطلب المساعدة من رفاقه الذين جاؤوا في اليوم التالي ونقلوا المتفجرات الى المنزل. جدلية بصمات مايفلد وفي ما يتعلق بالمحامي الاميركي براندون مايفلد الذي اعتقلته الاستخبارات الاميركية الخميس الماضي واعتبرته "خبيراً" في المتفجرات بعدما أعلنت أنه صاحب بصمات وجدت على كيس نفايات لصواعق مشابهة لتلك التي استخدمت في تفجير قطارات مدريد، أعلنت مصادر مكافحة الارهاب في اسبانيا والشرطة انها تجهل تفاصيل بصماته، ونفت ان يكون الأميركي الذي اعتنق الاسلام زار البلاد او دخلها. واكدت المصادر ذاتها ان البصمات التي اعتمدت عليها الشرطة الفيديرالية الاميركية وصلتها من طريق منظمة الشرطة الدولية انتربول بعدما حللتها ولم تعثر فيها على اي معلومات مفيدة للتحقيق، واشارت الى ان المحققين الاميركيين وجدوا ادلة تهمهم، "لكن لا يمكنهم تأكيد هوية صاحب البصمات"، وكشفت وجود اسم شخصين آخرين لدى الاستخبارات الاميركية يمكن ان تعتقلهما في الايام المقبلة. من جهة اخرى، فتحت اسبانيا باب جدل جديد في شأن المساجد والائمة الذين يديرونها، وأعلنت الحكومة الجديدة انها ستحضر، بمساعدة المديرية العامة للشؤون الدينية، لائحة بالمساجد والائمة المحليين وتنظم سجلاً خاصاً بها لتمويل المؤسسات الجدية بينها وقطع الطريق امام الذين يسيئون استعمالها ويشهّرون بسمعة الاسلام. وفي فرنسا، اعلنت وزارة الداخلية ان الشرطة افشلت ليل الجمعة - السبت محاولة لتفجير قنبلة يدوية في حديقة معبد يهودي في ضاحية فيلييه لو بيل الباريسية، وتجمع نحو 300 شخص امام مقبرة هرليشايم اليهودية لاستنكار ما حصل.