سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رامسفيلد يتحمل المسؤولية ويعتذر ولا يستقيل ويعد بتعويضات ولجنة تحقيق وبن لادن يعرض "جوائز" لاغتيال الإبراهيمي وأنان وبريمر ويكفّر مجلس الحكم . الصليب الاحمر ولجنة العفو يتدخلان والفاتيكان يندد بانتهاك حقوق المعتقلين
واجه وزير الدفاع الأميركي خلال جلسة استماع في الكونغرس إلى افادته في تعذيب معتقلين عراقيين عاصفة من معارضين طالبوا بإقالته. لكنه تابع افادته بهدوء وأعلن أنه يتحمل المسؤولية كاملة عما حدث، واعتذر إلى الشعبين العراقي والأميركي، وتعهد تعويض الضحايا، كما شكل لجنة للتحقيق، لكنه قال إنه لن يستقيل. وفيما اعتبرت منظمة العفو الدولية أن ما حدث للمعتقلين يعتبر "جريمة حرب" إذا ثبتت الإدانة، أعلن الصليب الأحمر أنه أبلغ الحكومتين البريطانية والأميركية بالانتهاكات في شباط فبراير الماضي، وطلب اتخاذ اجراءات لمنع التجاوزات. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة شعوب الشرق الأوسط أن ينصتوا إلى "اعتذار" الرئيس جورج بوش، معرباً عن ارتياحه إلى ذلك. لكن الفاتيكان اعتبر القضية "اساءة إلى الله نفسه". وقال رامسفيلد في جلسة استماع عقدتها لجنة الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ عن أسباب فشل نظام الرقابة في وزارته في ضبط المخالفات فور حدوثها، ان "الأحداث جرت خلال اضطلاعي بالمسؤولية، وأنا احاسب عليها وأتحمل مسؤوليتها بالكامل". واضاف: "أشعر بإستياء شديد لما حدث لهؤلاء المعتقلين، فهم بشر كانوا في عهدة الولاياتالمتحدة وكان علينا ان نعاملهم بشكل جيد، ولم نفعل، وكان ذلك خطأ". وقال انه يتوجه الى "العراقيين الذين اسيء اليهم، وأقدم اليهم اعتذاري العميق". وأكد رامسفيلد، رداً على اسئلة اعضاء لجنة مجلس الشيوخ انه أمر بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في المخالفات. ويأتي استجواب وزير الدفاع الاميركي وسط دعوات من قيادات الحزب الديموقراطي والمرشح الرئاسي جون كيري إلى إقالته ما لم يتنح بنفسه على خلفية التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرض له معتقلون في سجن ابو غريب. غير ان الرئيس جورج بوش أكد ثقته بوزير دفاعه الذي قال إنه باق في إدارته، وضم وزير الخارجية كولن باول صوته إلى صوت الرئيس، معلناً دعمه له. وقال أعضاء بارزون في الحزب الجمهوري الحاكم إنهم يتحفظون عن اتخاذ موقف من رامسفيلد الى ما بعد الاستماع الى افادته وصدور نتائج التحقيق في الحادثة. وقال رئيس لجنة الشؤون العسكرية السناتور الجمهوري جون وورنر ان المخالفات التي تمثلت بإذلال المعتقلين والاعتداء عليهم جنسياً "يظهر مخالفة لا يمكن السكوت عنها بأي حال". وأكد السناتور الديموقراطي كارل ليفين ان الكونغرس يريد ان يعرف ما إذا كان هناك تواطؤ على مستويات أعلى إزاء "الخروقات القميئة التي جرت". وفي مواجهة اتهامه بأنه لم يبلغ الكونغرس بحدوث تلك الاساءات التي لم يعرف عنها الى ان نشرت الصور في وسائل الاعلام، قال رامسفيلد ان البنتاغون فتح تحقيقا في القضية قبل ان تصل الى وسائل الاعلام وأن "الحديث عن تكتم عما جرى ليس صحيحاً". وأوصت منظمة العفو الدولية بوش ب"التحقيق في الادعاءات المتعلقة بسجن أبو غريب وغيره من مراكز الاعتقال، للتأكد مما إذا تم ارتكاب جرائم حرب ومحاسبة مرتكبيها على أعلى مستوى". كما طلبت "احالة المسؤولين عن جرائم حرب وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان أمام القضاء طبقاً لالتزامات الولاياتالمتحدة القوانين الدولية والأميركية". وارسلت المنظمة نسخة من الرسالة إلى رامسفيلد. وأعرب أنان عن أمله بأن تنصت شعوب الشرق الأوسط إلى الاعتذار الذي قدمه بوش عن اساءة معاملة المعتقلين. وقال: "أنا مرتاح لأن القادة الأميركيين أخذوا هذه المسألة على محمل الجد بمن فيهم الرئيس، وآمل بأن يستجيب الناس في المنطقة لرد فعله هذا". ووصف رئيس الأساقفة "وزير خارجية" الفاتيكان جيوفاني لاجولو أمس المعاملة التي تعرض لها المعتقلون العراقيون بأنها "فضيحة تسيء إلى الله نفسه". وقال في مقابلة مع شبكة "تي جي 2" الايطالية إن "العنف بحق الإنسان يسيء إلى الله نفسه الذي خلق الإنسان على صورته". وندد رئيس الأساقفة بشدة "الوحشية المخالفة للحقوق البشرية البديهية والتي تتعارض بشكل جذري مع التعاليم الأخلاقية المسيحية". وأضاف: "علينا أن نشير على رغم ذلك، إلى أن مثل هذه الجرائم لا تبقى خفية في نظام ديموقراطي كما هو الحال في الولاياتالمتحدة حيث يحاكم المسؤولون ويعاقبون". وقال مدير العمليات في الصليب الأحمر في مؤتمر صحافي أمس إن المنظمة قدمت تقريراً إلى الولاياتالمتحدة في شباط فبراير الماضي يوضح انتهاكات واسعة النطاق ومنهجية لحقوق السجناء العراقيين وتهاون قوات "التحالف". وخلص التقرير إلى أن سوء المعاملة في بعض الحالات "يصل إلى حد التعذيب". وأظهر ان معاملة السجناء تختلف عما يرد في تصريحات مسؤولين في إدارة بوش، قالوا فيها إن القادة الكبار "لم يغضوا الطرف عن الانتهاكات". ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن التقرير ان المعلومات التي جمعها الصليب الأحمر "توحي بان اساءة معاملة أشخاص سلبوا حريتهم تخطت كونها حالات خاصة، وقد تعتبر سلوكاً مقبولاً" لدى قوات التحالف.