سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هيئة عراقية تؤكد انتحار سجينات بعد اغتصابهن ...و"الحرس الثوري" الايراني يعد بنشر صور "أكثر فظاعة". بوش يشيد ب "حكمة رامسفيلد": لن نهرب من العراق كما في 1991
أشاد الرئيس جورج بوش أمس ب"شجاعة" وزير الدفاع دونالد رامسفيلد وقيادته في "الحرب على الارهاب"، وسط ارتفاع الأصوات المطالبة بإقالته إثر فضيحة تعذيب المعتقلين العراقيين في سجن "أبو غريب" على أيدي جنود أميركيين. ووعد بوش ب"محاسبة كاملة" عما تعرض له سجناء عراقيون. راجع ص4 وقال خلال زيارة لوزارة الدفاع البنتاغون أمس: "لأن أميركا ملتزمة المساواة والكرامة لجميع البشر، ستكون هناك محاسبة كاملة عن الانتهاكات القاسية والمخزية التي تعرض لها المحتجزون العراقيون". وأضاف: "السلوك الذي تكشف يمثل اهانة للشعب العراقي واساءة لكل المعايير الأساسية". واستمع إلى ايجاز سري من كبار المسؤولين حول التطورات في العراق. وشكر لرامسفيلد "قيادته الحكيمة والشجاعة، واداءه الرائع" مشيراً إلى أن "الأمة ممتنة لجهوده". ونشرت صحيفة "واشنطن تايمز" أمس مقابلة مع الرئيس الأميركي، أوضح فيها أنه لن يكرر "خطأ والده عام 1991، بوقف العمليات العسكرية والانسحاب الفوري من العراق"، مضيفاً: "الحرية ستسود على رغم صعوبة المرحلة، ولن نستسلم أمام الانتحاريين أو نهرب باكراً كما حصل في 1991"، في إشارة إلى قرار والده وقف العمليات العسكرية. وشدد الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان على "ثبات موقف الرئيس ورفضه اقالة رامسفيلد". وكان مسؤولون في البنتاغون والكونغرس أكدوا أن وزارة الدفاع قررت تسليم الكونغرس مزيداً من الصور عن تعذيب معتقلين عراقيين، وشريط فيديو، تاركة القرار لبوش في شأن تعميم الصور أو ابقائها ضمن الأروقة الرسمية. في غضون ذلك، كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان رئيسها جاكوب كيلينبيرغر أبلغ كبار المسؤولين الأميركيين انتهاكات في سجن "ابو غريب" خلال زيارته واشنطن في كانون الثاني يناير الماضي. وأكد مبعوث الولاياتالمتحدة الى الحلف الاطلسي نيكولاس بيرنز ان فضيحة تعذيب المعتقلين أغرقت ادارة بوش في أزمة، وأن الرئيس ووزير الدفاع يدركان تماماً حجم الضرر الناجم عن الفضيحة. وكشف العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ السيناتور تشاك هاغل ان هناك عدداً كبيراً من التحقيقات الجنائية الجارية في وفيات في العراق وافغانستان، تتجاوز الممارسات التي حصلت في "ابو غريب". وتابع: "تصل الى حدود 30 تحقيقاً وربما أكثر، وليست كلها حول القتل". ونقلت شبكة "ان بي سي" عن مسؤولين عسكريين أن الأشرطة والصور غير المنشورة تتضمن جنوداً أميركيين يضربون عراقياً حتى الموت، وإقدام أحدهم على اغتصاب سجينة. ويحوي احد الأشرطة صوراً لحراس عراقيين يغتصبون فتى عراقياً، فيما يصوره جنود أميركيون. واقترحت صحيفة "أرمي تايمز" الأميركية المستقلة عزل رامسفيلد وكبار المسؤولين العسكريين والمدنيين في البنتاغون بسبب فضيحة التعذيب. في لندن، شكك وزير الدفاع البريطاني جيف هون بصحة صورة نشرتها صحيفة بريطانية، تظهر جندياً بريطانياً يتبول على أسير عراقي مغطى الرأس، وقال إن ثمة "مؤشرات قوية" إلى ان الآلية التي تظهر في إحدى الصور، لم تستخدم في العراق. وأكد أمام مجلس العموم البرلمان أن حالتين اخريين من سوء المعاملة قد تنتهيان إلى تقديم المسؤولين عنهما الى العدالة. ولم يكد رئيس الوزراء توني بلير يأمل ببدء انفراج كابوس الأزمة التي يعانيها بسبب العراق، حتى ازدادت حدتها. ومثلما فعل حليفه بوش، قال بلير إنه يأسف لما حدث. وقدم اعتذاره المقتضب في باريس، وهو يقف الى جانب الرئيس جاك شيراك الذي عارض الحرب على العراق. وفي تقرير ينشر اليوم، أكدت منظمة العفو الدولية أن جنوداً بريطانيين قتلوا مدنيين لا يشكلون أي تهديد، وبينهم فتاة عمرها ثماني سنوات. في الوقت ذاته، قال محام أردني يشارك في الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين: "نحن منزعجون بشدة من التقارير الخاصة بتعذيب السجناء، وقلقون على أمن صدام والطريقة التي يعامل بها". وقال المحامي الفرنسي ايمانويل لودو عضو هيئة الدفاع عن الرئيس المخلوع، إن الهيئة تود مقابلة صدام قبل 30 الشهر الجاري، واقترحت عقد اللقاء "في صحراء قطر أو على الحدود مع الأردن". وأكد مسؤول الاعلام في "هيئة علماء المسلمين" في العراق الدكتور مثنى حارث الضاري، إقدام عدد من العراقيات في سجن النساء في "أبوغريب" على الانتحار اثر تعرضهن لاعتداءات جنسية. وأضاف: "لدينا ارشيف واسع عن تجاوزات القوات الاميركية بحق السجناء في أبو غريب، أعدته الهيئة عن جرائم الحرب التي لا يمكن السكوت عنها". واللافت في سياق فضيحة التعذيب ان وكالة الانباء الايرانية نقلت عن ناطق عسكري أمس، ان لدى طهران وثائق تدل على ان المعاملات المشينة التي مارستها قوات الاحتلال بحق معتقلين عراقيين، معمول بها منذ بعض الوقت وهي اكثر فظاعة مما كشف. وقال مسعود جزائري الناطق باسم "الحرس الثوري": "حصلنا بطريقة ما على وثائق تدل على ان هذا النوع من الممارسات معمول به منذ وقت طويل، وانه أفظع بكثير مما نشر. سنعرض قريباً هذه الوثائق المثيرة للصدمة أكثر من التي شاهدناها، ولن يتمكن بوش من أن يحمّل بعض الجنود وزر جرائمه".