أكد الرئيس الأميركي جورج بوش انه "سيكون هناك تحقيق وسيقدم بعض الناس الى العدالة"، في حالات التعذيب الذي تعرض له معتقلون عراقيون على أيدي جنود أميركيين في سجن أبو غريب جنوببغداد. وقال: "سيرى الجميع نتيجة التحقيق"، مكرراً وصف هذه الممارسات بأنها "مثيرة للاشمئزاز" و"مرفوضة تماماً من الشعب الأميركي" من دون ان يقدم اعتذاراً عنها، تاركاً ذلك لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد وللقائد الجديد للقوات الأميركية المشرفة على السجون العراقية الجنرال جيفري ميلر. وخصص بوش حديثين الى قناتي "العربية" و"الحرة"، في مسعى الى تخفيف الغضب والاستياء اللذين خلفهما افتضاح عمليات التعذيب في "ابو غريب"، وقال: "مهم أن يعرف الشعب العراقي ان ما حدث في ذلك السجن لا يمثل الولاياتالمتحدة التي اعرفها. اميركا التي اعرفها هي دولة رحيمة تؤمن بالحرية. اميركا التي اعرفها تهتم بكل فرد. اميركا التي اعرفها ارسلت قوات الى العراق لاعادة الحرية ومواطنين شرفاء يساعدون العراقيين كل يوم". واضاف: "نحن مجتمع مفتوح ومستعد للتحقيق بشكل كامل في هذه الحالة وهذا يتناقض كلياً مع الحياة في ظل نظام صدام حسين وجلادوه المدربون لم يقدموا ابداً الى المحاكمة ولم يكن هناك أي تحقيقات بشأن سوء معاملة الناس أما في حالتنا فسيكون هناك تحقيق وسيقدم بعض الناس الى العدالة". وأشار الى أن "الأنظمة الديموقراطية غير مثالية، وتقع فيها أخطاء، انما فيها قوانين محاسبة أيضاً". وبدأ البنتاغون بدأ أمس التحقيقات في مقتل 10 معتقلين في العراق وافغانستان، و 10 حالات اعتداءات أخرى يشتبه بتورط عميل في شبكة الاستخبارات المركزية "سي أي ايه" فيها. وأكد بوش ثقته بوزير الدفاع رامسفيلد وجهوده في متابعة القضية. وفيما تتواصل التحقيقات أوقفت سلطات "التحالف" في العراق عشرة حراس عن العمل، ووجهت التهمة الى ستة منهم باقتراف جرائم كما وجهت توبيخاً الى ستة ضباط واضعة عملياً نهاية لخدمتهم. وتلقى ضابط سابع عقوبة اخف. وأكد بوش رداً على احتمال استقالة بعض المسؤولين على اثر هذه الفضيحة "بالطبع لدي ثقة بوزير الدفاع وبالقادة الميدانيين في العراق، اذ انهم وقواتنا يقومون بعمل جيد بالاصالة عن الشعب العراقي. نحن نحاول التعرف الى الافراد القلائل الذين يحاولون ايقاف التقدم تجاه الديموقراطية، ونساعد العراقيين على تشكيل حكومة ونقف مع العراقيين الذين يحبون الحرية". وسئل عن الوضع في الفلوجة ولجوء القوات الأميركية الى قيادات عسكرية سابقة من النظام السابق لادارة المهمة، قال بوش: "نحن متفائلون بالوضع وبقدرة العراقيين على حكم أنفسهم ومحاربة الارهابيين والميليشيات في الفلوجة". وأشار الى أن الجنرال الذي تسلم المهمة في المدينة "كان سجيناً خلال أيام صدام حسين، ويعرف مرارة نظام صدام وقساوته". وبالنسبة الى الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قال بوش: "اعتقد انه ينبغي ان يتعامل معه المواطنون العراقيون الذي ضاق ذرعهم من احتلاله لأهم المزارات المقدسة. العراقيون سيتعاملون مع السيد الصدر". وقال انه "على ثقة بالمسيرة الجارية المتمثلة في نقل السيادة في 30 حزيران يونيو. وعلى العراقيين ان يدركوا ان السيادة ستعاد اليهم في 30 حزيران. وهناك حالياً عملية جارية لنتأكد من انه سيكون هناك في 30 حزيران كيان يتم تسليم السيادة اليه". واضاف: "ستكون هناك انتخابات. اعتقد ان جدولنا الزمني منطقي وسيتم احترامه. واعتقد ان الانتخابات ستساعد العراقيين على ادراك ان الحرية تصل اليهم". وفي تعليق على التطورات الأخيرة على عملية السلام في الشرق الأوسط، كرر بوش دعمه لخطة شارون للانسحاب الأحادي من غزة، وأكد ضرورة العمل لاعادة تأهيل المؤسسات الفلسطينية والسير قدماً في بناء دولة فلسطينية قابلة للحياة. وسبق حديث بوش اعتذار غير مباشر قدمه رامسفيلد الى الشعب العراقي خلال مقابلة تلفزيونية مع شبكة "أي بي سي"، ومما قال "ان أي أميركي يشعر بحس الاعتذار بعد مشاهدة الصور، ويرفضها رفضاً تاماً لأنها غير اميركية". وترك رامسفيلد الباب مفتوحا أمام تقديم تعويضات للمعتدى عليهم أو الى ذويهم. وأشار الى أن التحقيقات بدأت فور وقوع "الأحداث الفظيعة"، واستشهد بحادثة اعتداء 14 كانون الثاني يناير التي قال ان الفاعلين عوقبوا على أثرها. وأضاف رامسفيلد أن البنتاغون يحقق في ستة مخالفات "بعضها يتعدى حدود قضبان سجن أبو غريب ويصل الى غوانتانامو باي وأفغانستان". وفي الوقت نفسه اعتذر امس القائد الجديد المشرف على السجون العراقية الجنرال ميلر للشعب العراقي قائلاً: "أريد أن أعتذر شخصياً نيابة عن الأمة والجيش على أفعال غير قانونية ارتكبها بعض القادة والجنود في سجن أبو غريب".