قدمت السلطات اليمنية أمس 14 متهماً يمنياً بقضايا ارهابية للمحاكمة أمام محكمة متخصصة. ويعتبر هؤلاء تابعين لتنظيم "القاعدة" أو لزعيمه السابق في اليمن أبو علي الحارثي الذي قتل بصاروخ أميركي في صحراء مأرب أواخر عام 2002. وأبرز المتهمين فواز الربيعي الذي لعب دوراً مهماً في عملية تفجير ناقلة النفط الفرنسية "لومبرغ" قبالة سواحل المكلا في محافظة حضرموت في تشرين الأول اكتوبر عام 2002، ويشتبه في ضلوعه بحادث تفجير المدمرة الأميركية "كول" عام 2000 في عدن. وكشفت المحاكمة في جلستها الأولى ان الناقلة الفرنسية استهدفت بواسطة قارب قاده انتحاريان بعد تفخيخه ب1150 كيلوغراماً من مادة "تي ان تي" و150 كلغ من مادة "سي 4" الشديدة الانفجار وعدد من الصواعق ومواد أخرى سريعة الاشتعال. وذكر أن الأمر بتنفيذ العملية جاء من عبدالرحيم الناشري الملا بلال الذي قبض عليه في دولة الامارات وسلم الى الأميركيين خلال العام الماضي و"أبو علي الحارثي" في اجتماع عقد بين اعضاء المجموعة والناشري على سفينة في عرض البحر قبالة سواحل الامارات. وأفيد ايضاً أن المواد المستخدمة للتفجير نقلت من منزل "الحارثي" الى حضرموت، ونفذت العملية قبل أقل من شهر من اغتيال "الحارثي". بدأت المحاكمة امس وسط اجراءات أمنية شديدة ولوحظ غياب ممثل عن السفارة الفرنسية فيما كان حضور عدد من الأميركيين لافتاً في القاعة وقيل انهم حضروا بصورة غير رسمية. هتف المتهمون "الله أكبر" مرات عدة قبل بدء المحاكمة، وتلا رئيس النيابة ممثل الادعاء سعيد العاقل لائحة الاتهام التي تضمنت 6 تهم رئيسية هي: مهاجمة الناقلة "لومبرغ"، ومهاجمة "مروحية" تابعة لشركة نفط اميركية، وتفجير عدد من المباني التابعة لجهاز الأمن السياسي الاستخبارات ومنازل مسؤولين فيه، واستهداف أربع سفارات غربية والتخطيط لاغتيال السفير الأميركي في صنعاء ادموند هول انتقاماً لاغتيال "الحارثي"، وتشكيل عصابة مسلحة، والاضرار بمصالح اليمن وعلاقاته الدولية. وهي تهم تؤدي الى الاعدام أو السجن بين عشر سنوات والمؤبد. وفيما قدم عدد من المتهمين تفاصيل عن عملية تفجير "لومبرغ" أحجم آخرون عن الرد على اسئلة رئيس المحكمة ما لم يتم تعيين محامين عنهم للترافع. ورفعت الجلسة لتستأنف الثلثاء المقبل. وعلمت "الحياة" من مصادر متطابقة ان المتهمين في قضية تفجير المدمرة الاميركية "كول" ستتم محاكمتهم الاسبوع المقبل على الارجح بعد توصل الحكومة اليمنية الى اتفاق مع الجانب الأميركي بشأنها، اذ كانت صنعاء تطالب الأميركيين بتسليم عبدالرحيم الناشري وفوزي بن الشيبة اليها باعتبارهم المتهمين الرئيسيين في العملية، لكن الجانب الأميركي رفض الطلب اليمني وفضل اجراء المحاكمة بعدما كان عطلها مرات عدة خلال 4 سنوات بحجة استكمال التحقيقات في اليمن وخارج اليمن حول هذه العملية. وتوقعت المصادر ان تحيل السلطات اليمنية قضايا "الارهاب" والمعتقلين على خلفيتها الى المحاكمات الخاصة أولاً بأول في محاولة لإسدال الستار على فصل مهم في عملية مكافحة الارهاب التي نجحت في تحقيق نتائج ايجابية وكسبت مصداقية اميركية ودولية.