قالت مصادر متطابقة في صنعاء إن محمد حمدي الأهدل أبو عاصم المالكي زعيم تنظيم "القاعدة" في اليمن، الذي اعتقلته أجهزة الأمن اليمنية مع عدد من اتباعه في 25 الشهر الماضي، هو المسؤول الأول عن جمع الأموال والتخاطب مع مصادرها في عدد من الدول العربية لتمويل عمليات إرهابية تستهدف مصالح أميركية وغربية ويمنية في اليمن. لكن لم تتوفر أدلة قاطعة إلى توليه زعامة "القاعدة" في اليمن خلفاً ل"أبو علي الحارثي" الذي اغتيل وعدد من أنصاره بصاروخ أميركي استهدف سيارته في صحراء مأرب العام الماضي. وأكدت هذه المصادر أن "الأهدل" كان الرجل الثاني بعد "الحارثي"، غير أنه كان المسؤول الأول عن التمويل والتنسيق مع قيادة "القاعدة" في أفغانستان والاتصال بأسامة بن لادن، وهو المطلوب الرقم 2 في قائمة أميركية تضم أهم زعماء "القاعدة" وأبرزهم في العالم. وأشارت إلى أنه لعب دوراً رئيسياً في تفجير المدمرة الأميركية "كول" في ميناء عدن قبل ثلاث سنوات، وتفجير ناقلة النفط الفرنسية "لومبرغ" العام الماضي قبالة شواطئ المكلا في محافظة حضرموت شرق اليمن، بالإضافة إلى حادث اطلاق صاروخ على مروحية تابعة لشركة نفط أميركية تعمل في اليمن بعد مغادرتها مطار صنعاء. وأوضحت المصادر أن "الأهدل" أدلى بعد اعتقاله بمعلومات مهمة للمحققين اليمنيين عن اتصالات أجراها مع شخصيات بارزة في عدد من الدول العربية بهدف الحصول على أموال لتمويل نشاطات جماعات "القاعدة" والقيام بعمليات إرهابية في اليمن، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات العربية في السعودية والكويت واليمن قدمت له أموالاً لهذا الغرض. واعترف "الأهدل" بأن مقتل "أبو علي الحارثي" أربك مخططات "القاعدة" في اليمن، باعتبار أن "الحارثي" كان المسؤول الأول عن تنفيذ هذه المخططات. وقبل قتله كانت قوات الأمن وعناصر الاستخبارات ضيقت الخناق عليه فلاحقته وترصدت تحركاته وأتباعه في عدد من المناطق النائية، مما شل قدرته على ترتيب صفوف "القاعدة" ونشاطات الخلايا النائمة التي وقعت في أيدي السلطات الأمنية في الشهور والأسابيع الماضية، وسهلت عملية القبض عليه في صنعاء على رغم تنكره في تحركاته. ووصفت هذه المصادر المعلومات التي أدلى بها "الأهدل" بأنها مهمة للغاية، إذ تساعد اجراءات مكافحة الإرهاب، وتكشف مخططات "القاعدة" في اليمن والجماعات المتطرفة التي تتصل بها أو تنسق معها، وتشير إلى شخصيات عربية، لم تكشف أجهزة الأمن اليمنية النقاب عنها، لكنها قالت إنها متورطة مع عناصر "القاعدة" في اليمن. وقالت إن "الحارثي" و"الاهدل" لعبا دوراً محورياً في استهداف المصالح الغربية في اليمن بعمليات ارهابية وتأسيس خلايا لهذا الغرض، وان "الاهدل" أضحى بلا شك المسؤول الأول بعد اغتيال "الحارثي"، ويحتمل أنه لم يتمكن من الاتصال مع عناصر كان "الحارثي" على اتصال بها داخل اليمن وخارجه. ورأت ان اجهزة الأمن اليمنية وجهت صفعة مدوية لتنظيم "القاعدة" واسامة بن لادن بالقبض على "الاهدل"، الذي توقعت ان يدلي بمزيد من المعلومات عن خلايا "القاعدة" في المنطقة وفي اليمن، حيث يحاول فريق التحقيق اليمني الاستفادة من أدق تفاصيلها اولا بأول بما يحقق الهدف من مكافحة الارهاب. ونفت بشكل قاطع ان يكون هناك فريق أميركي يشارك في التحقيق مع الاهدل والعناصر التي اعتقلت اخيراً، وان التحقيق محصور بفريق أمني يمني. لكنها أكدت ان التعاون الأمني مع الجانب الاميركي مستمر. يذكر ان محمد حمدي الاهدل ولد عام 1971 في المدينةالمنورة، وهو متزوج وأب لأربعة أطفال ويقيم في اليمن منذ سنوات عدة. وفقد احدى ساقيه في الشيشان وأوقف في 1999 في السعودية، حيث اعتقل طوال 14 شهراً قبل أن يسلم الى السلطات اليمنية. وهو حارب أيضاً في البوسنة وافغانستان.