يضغط مستشارون لدى الادارة الأميركية مؤيدون لعضو مجلس الحكم العراقي أحمد الجلبي على البيت الأبيض لوقف ما سماه أحدهم "حملة تشويه سمعة" الجلبي. وذهب وفد صغير من هؤلاء الى مكتب مستشارة الأمن القومي كوندليزا رايس السبت الماضي ليشكو من انقلاب الادارة على الجلبي، ولتسجيل قلقهم إزاء سير الحرب في العراق. ومن أعضاء الوفد الرئيس السابق لمجموعة استشارية لدى البنتاغون ريتشارد بيرل ومدير الاستخبارات في عهد الرئيس بيل كلينتون، جيمس وولسي. وعبر بعضهم عن غضبه لتعرض الجلبي للتشنيع بعدما كان مفضلاً لدى المحافظين، وأصبح الآن موضع اتهام في التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي اي لمعرفة المسؤول الذي زود الجلبي معلومات سرية للغاية وأوصلها الأخير الى ايران. وقال بيرل: "هناك حملة لتشويه سمعة الجلبي بقيادة وكالة الاستخبارات المركزية سي أي اي ووكالة استخبارات الدفاع دي آي اي ومجموعة من ضباط الاستخبارات السابقين الذين نجحوا في تأليف القصص التي قبلت من دون اي تدقيق". وأضاف ان الحملة على الجلبي "اساءة فاضحة لاستخدام السلطة" مارسها مسؤولون في بغدادوواشنطن، في اشارة الى "سي اي اي" و"دي اي اي". وتابع: "انني اتحدث عن جيري بريمر كواحد منهم"، في اشارة الى الحاكم المدني للعراق بول بريمر، مضيفاً: "لا أعلم من أعطى هذه الأوامر ولكن لا شك بأن سلطة التحالف كانت متورطة". وفي بغداد، نفى مسؤولون في "التحالف" ادعاءات بيرل بشدة. وقال الناطق باسم سلطة الاحتلال دان سينور في حديث هاتفي: "لم يبدأ بريمر هذا التحقيق" مع الجلبي. وبالمقابل، وصف ناطق باسم "سي اي اي" مارك مانسفيلد اتهام بيرل بأنه "سخيف". وقال مسؤول في وزارة الدفاع فضل عدم كشف اسمه ان اتهامات بيرل ل"دي اي اي" من دون أساس. وعلى رغم ان مؤيدي الجلبي خارج الادارة كانوا لاذعين في تعليقاتهم على معاملته، إلا ان مؤيديه التزموا الصمت حتى الآن. ولم يستجب أهم مؤيديه نائب وزير الدفاع بول وولفوفيتز للتحدث عن الموضوع. وقال الناطق باسمه تشارلي كوبر في رسالة اليكترونية انه يعتقد بأن الجلبي والمجلس الوطني العراقي "قدموا معلومات استخباراتية عملانية قيمة الى قواتنا المسلحة في العراق ساعدت في انقاذ حياة اميركيين". ولم يدل ديك تشيني نائب الرئيس ولا قائد طاقمه لويس ليبي بآرائهما ف. وقالت رايس لمن اجتمعت بهم انها تقدر آراءهم لكنها لم تفصح عن رأيها ولم تقدم لهم تنازلات. وفي لقاء لاحق موسع في اليوم ذاته، حضرت نائبة رئيس معهد البحوث في واشنطن دانيال بليتكا. وقالت ان معاملة الجلبي كانت "سيئة" وان موظفي "سي اي اي" ووزارة الخارجية "كانوا يحاولون النيل منه منذ مدة طويلة". وأضافت: "لنكن عادلين، لقد قدم أشياء كانت مفيدة. انه انسان صعب ويثير جنونهم". وأضافت ان حول الجلبي مشبوهين تورطوا بأعمال مشبوهة في العراق". وأكدت: "انه قريب الى الحكومة الايرانية". وصرح بيرل بأن العمل ضد الجلبي سيلمع صورته ويظهر أنه ضد الأميركيين وقد يساعد ذلك في انتخابه لمنصب سياسي. وقال: "من هذا المنطلق، هذا الهجوم الشنيع سيحسن وضعه".