تسربت في بغداد خيوط اتفاق قاده في الخفاء العضو الأبرز في مجلس الحكم، المعين من قبل قوات الاحتلال الأمريكية أحمد الجلبي بالتعاون مع عدد من المسئولين الأمريكيين، بهدف الانفراد بالسلطة أو تسلمها ووضع القوى السياسية أمام الأمر الواقع لتضطر بعد ذلك إلى الاعتراف بالجلبي رئيسا للعراق . مصادر مطلعة في مجلس الحكم أكدت أن أحمد الجلبي اتفق مع عدد من المسئولين الأمريكيين بعضهم في البنتاجون وآخرون في مكتب نائب الرئيس ديك تشيني ومع مسئولين في إدارة الاحتلال الأمريكي في العراق على إقناع الرئيس بوش بإلغاء اتفاقية نقل السلطة وتسليمها بشكل مباشر إلى الجلبي باعتباره أكثر الأعضاء قدرة على إدارة العراق وأقربهم إلى الأمريكيين في التفكير والمنهج السياسي، وفرض هذا القرار كأمر واقع على بقية القوى السياسية العراقية.. وأضافت أنه رغم تحفظ بعض صناع القرار بالإدارة الأمريكية مثل جناح كولين باول إلا إن نافذين بالإدارة مثل ريتشارد بيرل وولفويتز يرون فيه الرجل المناسب مرحليا على الأقل لقيادة العراق الجديد من منظور جناح الصقور الأمريكيين.. دون أن تحسب حسابا للتحفظات الكثيرة التي تطال الجلبي سواء ما كان منها داخل العراق ومنها تيار الملكية الدستورية بزعامة الشريف علي بن الحسين وبعض الزعامات الشيعية خصوصا في جنوبالعراق (البصرة/ كربلاء/ العمارة) إضافة لما يعرف بالمثلث السني، أو الاعتراض الواسع عربيا وأقوى تياراته في الأردن التي ما تزال تطالب بمحاكمته، فيما يفسره البعض بحرب الثأر بين الطرفين، للدرجة التي اعتبرت فيها أوساط أردنية قرار العراق الأخير بإلغاء أفضلية الأردن في التعامل النفطي يقف وراءه الجلبي شخصيا للانتقام من النظام السياسي الأردني. وأشارت المصادر إلى أن مؤسسة أمريكية مهمة وهي مؤسسة* بروكينجر* قد أصدرت تقريرا مفصلا ضمنته تفاصيل الاتفاقات السرية بين الجلبي وعدد من المسؤولين الأمريكيين، وقد قام بإعداد هذا التقرير خبير أمريكي ضليع في الشؤون العراقية وهو كينيث بولاك بعد زيارة قام بها إلى العراق والتقى خلالها بعدد من السياسيين وقادة الأحزاب والحركات السياسية وأعضاء مجلس الحكم وتوصل بعد ذلك إلى تلك المعلومات التي وثقها بأحاديث وشهادات أطراف معنية بذلك الاتفاق بل وجزء منه. وأكد التقرير الأمريكي نقلا عن مسؤولين في قوات الاحتلال أن الجلبي عارض اتفاق تسليم السلطة الموقع بين جلال الطالباني وبول بريمر وسعى من خلال مؤيديه في البنتاجون ومكتب نائب الرئيس الأمريكي لإقناع الرئيس جورج بوش لتسليمه السلطة مباشرة لكن بول بريمر رفض بشدة طموحات الجلبي ولجم تطلعاته ليكون رجل العراق الأول. ومما شجع الجلبي على مبادرته هو التقرير الذي نشرته بعض الصحف الأمريكية والمتضمن نتائج لأحد استطلاعات الرأي في العراق والتي أظهرت أن 61.5% من العراقيين لا يثقون في أي من السياسيين الموجودين في العراق حاليا ليكون خلفا مقنعا لصدام حسين وأن العراق لن يعود كدولة ديمقراطية مستقرة قبل 10 أو 15 سنة تقريبا. بريمر يعترض