دهمت القوات الاميركية والشرطة العراقية مقر حزب يتزعمه عضو مجلس الحكم العراقي أحمد الجلبي الذي كان مفضلاً لدى وزارة الدفاع البنتاغون. وأغار الجنود على مقر حزب "المؤتمر الوطني" ومنزله وأخذوا أجهزة كومبيوتر وملفات ومعدات. وقال حيدر موسوي الناطق باسم الحزب ان هدف العملية كان اعتقال اثنين من أعضاء الحزب، لكن الجلبي قال لهم انهما غير موجودين. ولم يحتجز الجلبي، الذي عاد من منفاه بعد سقوط نظام صدام حسين. وأضاف: "كانوا يمارسون ضغوطا سياسية علينا منذ أسابيع". وتابع: "عندما يقف شخص بشكل مستقل ويعرض آراءه بحسم يبدو أن الاميركيين لا يعجبهم ذلك". وقال مسؤولون أميركيون الثلثاء ان البنتاغون أوقف تمويل الجلبي البالغ 340 الف دولار شهرياً. وأكد نائب وزير الدفاع بول ولفوفيتز ان القرار "اتخذ في ضوء عملية نقل السيادة الى الشعب العراقي". وأبلغ جلسة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ "شعرنا بأنه لم يعد من الملائم بالنسبة الينا أن نواصل التمويل بهذا الشكل". وأضاف: "جمعت بعض معلومات الاستخبارات القيمة خلال هذه العملية كانت ذات قيمة كبيرة لقواتنا. لكننا سنسعى للحصول على ذلك في المستقبل عبر قنوات الاستخبارات العادية". وقال مسؤولون أميركيون انهم كانت تساورهم شكوك في المعلومات التي قدمها الجلبي ودانت محكمة عسكرية اردنية الجلبي وهو منفي عاش في الخارج نحو اربعة عقود غيابيا بالاحتيال عام 1992 وكان اسس مصرفاً في الاردن لكنه أفلس. وهو يقول ان للاتهامات دوافع سياسية. وأعاده البنتاغون الى بغداد مع مجموعة من اتباعه العام الماضي بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة على العراق ما اتاح له الفرصة لتكوين قاعدة سياسية لكنه يجاهد لكسب التأييد. وللجلبي منتقدون اخرون في الحكومة الاميركية، خصوصاً في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي أي اي التي تشتبه في أن حزبه كان مخترقا من عملاء صدام قبل الحرب وشككت في المعلومات التي قدمها. ولدى وزارة الخارجية كذلك شكوكها وكانت مستاءة من تأييد البنتاغون للجلبي. وشكك مسؤولون في الخارجية في امكان أن يصبح زعيما وطنيا. وكان حزب الجلبي قبل الحرب يوجه المنشقين العراقيين للحكومة الاميركية لتقديم معلومات يقول المنتقدون الآن انها كانت تهدف اساسا الى حمل الولاياتالمتحدة على اتخاذ اجراء ضد بغداد. وقال مسؤولون أميركيون في شباط فبراير الماضي ان عراقيا كان وراء ما تلقته واشنطن من مزاعم عن أن العراق لديه معامل متنقلة للاسلحة البيولوجية، اختلق هذه المزاعم. وكان حزب الجلبي هو الذي قدم الرجل الى الاستخبارات. ولم يعثر على أي مخزونات لاسلحة غير تقليدية في العراق.