كشفت صحيفة بريطانية أمس ان مكتب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير حاول ثني البيت الأبيض عن فتح تحقيق شامل في الإخفاق في العثور على أسلحة دمار شامل عراقية، لأن بلير كان يسعى الى عدم اثارة الموضوع. وأوضح كتاب نشرت صحيفة "ذي غارديان" مقتطفات منه ان بلير لم يجد آذاناً صاغية عندما حاول في اللحظة الأخيرة اقناع البيت الأبيض بأن يعاود النظر في مسألة تشكيل لجنة تحقيق من الأحزاب السياسية لبحث هذا الفشل في العثور على أسلحة الدمار الشامل العراقية. وقالت مستشارة الأمن القومي الأميركي كوندوليزا رايس لنيغيل شاينولد مستشار بلير للشؤون الخارجية: "لكم شؤونكم السياسية ولنا أمورنا" عندما حاول التدخل في الأمر. وكشف الصحافي البريطاني جون كنغير هذه الأسرار في كتاب نشره سابقاً عن حرب الخليج، وأضاف اليه أخيراً فصولاً جديدة توضح التوترات الخاصة بين بريطانيا واميركا. والكتاب الذي صدر العام الماضي تحت عنوان "حروب بلير"، بدأت صحيفة "ذي غارديان" أمس عرضه مسلسلاً، مركزة على هذه الأجزاء الجديدة. وقال المؤلف ان مكتب بلير لم يعرف مطلقاً بهذا التحقيق قبل البدء به، وذكر الرئيس جورج بوش ذلك الأمر في تلميحات الى بريطانيا للمرة الأولى في 30 كانون الثاني يناير الماضي. وقال مسؤولون حكوميون بريطانيون للمؤلف ان بلير كان في حال نفي كامل لحقائق الأسلحة العراقية، بحيث أراد نسيانها تماماً بعد الإخفاق في العثور عليها. ويشير الكتاب الى ان المسؤولين البريطانيين كانوا مستائين لأن الإدارة الاميركية لم تبلغهم مسبقاً تشكيل لجنة للتحقيق في هذا الأمر. وعلى رغم محاولات مستشار بلير للشؤون الخارجية إلا ان المسؤولين الأميركيين رفضوا استجابة طلب بريطانيا عدم اجراء التحقيق. وفي 3 شباط فبراير عُيّن سكرتير الحكومة البريطانية السابق اللورد بتلر رئيساً للجنة بريطانية من مختلف الأحزاب السياسية، لإجراء تحقيق حول اخفاق معلومات الاستخبارات بالنسبة الى أسلحة الدمار الشامل العراقية، ما أثار مجدداً توترات بين لندن وواشنطن.