نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن محافل سياسية اسرائيلية قلقها من عودة حزب المؤتمر الهندي الى سدة الحكم ومخاوفها من انعكاسات "الهزة الأرضية" و"التطورات الدراماتيكية" في نيودلهي، معترفة بأن نتائج الانتخابات فاجأت تل أبيب أيضاً. وذكرت الصحيفة قراءها بأن العلاقات بين تل أبيب ونيودلهي سجلت ذروة جديدة إبان حكم "القوميين" بزعامة فاجبايي توجتها زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى الهند وصفقة بيعها ثلاث طائرات ذات نظام انذار مبكر من طراز "فالكون" بقيمة 3 بلايين دولار فضلا عن أسلحة متطورة أخرى جعلت من اسرائيل المزود الأول للهند بالعتاد العسكري "وعززت التعاون بين البلدين لمحاربة الارهاب". وأضافت الصحيفة ان العلاقات بين تل أبيب والهند، ابان حكم حزب المؤتمر، تميزت دوماً بالفتور بفعل اعتماد الحزب، في توليفاته الحكومية على دعم المسلمين الهنود وبالتالي تبني الهند مواقف تقليدية مناصرة للفلسطينيين. لكن المحافل ذاتها تستدرك لتقول ان الهند تحت زعامة سونيا غاندي قد تتبع "النموذج التركي" في علاقاتها مع اسرائيل وتحافظ على الحلف الاستراتيجي مع اسرائيل، في اشارة الى تبدد مخاوف تل أبيب من صعود الاسلاميين الى الحكم في أنقرة "الذي لم يمس العلاقات وان تراجع العناق العلني بين البلدين". ويرى المعلق السياسي في الصحيفة ان العلاقات الاسرائيلية الهندية تخطت مرحلة الاختبار حين كانت اسرائيل الدولة الوحيدة التي وافقت على تسريع شحن الأسلحة والعتاد الأمني الى الهند خلال توتر العلاقات مع باكستان عامي 1999 و2002 "فيما باقي الدول المزودة للأسلحة قطعت اتصالاتها مع الهند. ولا بد أن الجيش الهندي يذكر ذلك ويريد بالتأكيد مواصلة اقامة هذا التحالف مع اسرائيل". ويجد المعلق سبباً آخر سيحول برأيه من دون زعزعة هذا "التحالف الاستراتيجي" وهو العلاقات الاميركية الهندية التي شهدت تحسنا كبيرا في الاعوام الاخيرة "بعد ان فضلت واشنطنباكستان"، بفضل الدور الذي لعبه أنصار الدولة العبرية في الادارة الاميركية والكونغرس "وعلى رأسهم النائب اليهودي غاري أكرمان، من أبرز أصدقاء اسرائيل في الكونغرس". وتابع انه من المستبعد ان تفرط نيودلهي بعلاقتها مع واشنطن. ويختم بن تعليقه متوقعاً ان لا تتنازل الحكومة الجديدة برئاسة صونيا غاندي عن موقعها المتميز في دول عدم الانحياز "وتتظاهر بمواقف يسارية وفي الآن ذاته تحافظ على الميزات الاستراتيجية التي حققتها علاقاتها مع اسرائيل. اما اسرائيل فستضطر الى أن تبلع ريقها لتحافظ على الصادرات الامنية الى الهند وتبادل الوفود العسكرية".