سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقتل 6 إسرائيليين بتفجير دبابتهم ... والانفجارات والغارات تختلط بجهود جمع الأشلاء . غزة تفاجئ الجيش الإسرائيلي بضربة جديدة مصر تنفي السعي لنقل عرفات إلى القطاع
تلقى جيش الاحتلال الاسرائيلي مساء امس ضربة موجعة أخرى بمقتل ستة من جنوده وجرح خمسة آخرين نتيجة انفجار في احدى دباباته عند الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر قرب مدينة رفح. وكانت تلك الضربة القوية الثانية ضد الجيش الاسرائيلي بعد تفجير مدرعة عسكرية له أول من أمس في حي الزيتون في مدينة غزة، وتطايرت جثث الجنود الستة الذين كانوا بداخلها اشلاءً. راجع ص6 و7 ونفت مصر أمس ما تردد عن جهود تبذلها لنقل مقر الرئيس ياسر عرفات إلى غزة. وأعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري ل"حركة الجهاد الاسلامي" في بيان مسؤوليتها عن تفجير الدبابة جنوب قطاع غزة قرب مدينة رفح أمس، باطلاق قذيفة "آر بي جي" عليها ما ادى الى انفجار حمولتها من ذخائر ومتفجرات. وقال شهود ل"الحياة" ان قطعاً من الدبابة واشلاء للجنود تطايرت مئات الأمتار، وأضافوا ان الانفجار الهائل هز مدينة رفح. وقال شاهد ل"الحياة" هاتفياً ان دوي الانفجار رجّ منزله الذي يبعد عن مكان الدبابة مسافة 800 متر واسقط قطعاً من البناء. وأعلنت "سرايا القدس" أنها تحتجز "اشلاء لجثة تقريبا" تعود الى احد الجنود الاسرائيليين الذين قتلوا في تفجير الدبابة في منطقة بوابة صلاح الدين برفح جنوب قطاع غزة. واطلقت قوات الاحتلال نيرانها بغزارة في اعقاب تفجير الدبابة باتجاه منازل المواطنين، فأصيب 20 منهم بجروح. واطلقت مروحيات عسكرية اسرائيلية بعد ذلك صاروخين، أحدهما على ورشة حدادة مقفلة والآخر على تجمع لشبان قرب مكان تفجير الدبابة، لكن لم يصب أحد بأذى. وقال شهود عيان ان نحو 30 دبابة ومدرعة اسرائيلية غادرت موقعاً عسكرياً قرب معبر رفح الحدودي الى مكان تفجير الدبابة، وتوقعوا ان تجتاح هذه القوة منطقة رفح بحثاً عن اشلاء الجنود، اسوة بما فعلته قوات الاحتلال في حي الزيتون في مدينة غزة. وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في مدينة غزة الى 11 أمس بمقتل ثلاثة آخرين بعد الثمانية الذين سقطوا اول من امس كما ارتفع عدد الجرحى الى 178. وكانت السلطة الفلسطينية توصلت الى اتفاق مع السلطات الاسرائيلية على تسليم جثث الجنود الستة الذين قتلوا في حي الزيتون أول من أمس، مقابل انسحاب القوات الاسرائيلية من الحي المذكور الذي فرض الاسرائيليون منع التجول عليه لاسترجاع اشلاء قتلاهم. وجاء الاتفاق في اعقاب وساطة مصرية وفلسطينية وترهيب اسرائيلي وترغيب وضغط اميركي. وقال القيادي في "حركة الجهاد الاسلامي" خضر حبيب ل"الحياة" إن الاتفاق ينص على "انسحاب قوات الاحتلال من حي الزيتون وتسليم أشلاء شهداء فلسطينيين محتجزة لدى سلطات الاحتلال منذ سنوات عدة" قبل ان تعيد "سرايا القدس"، الذراع العسكرية للحركة و"كتائب الاقصى" التابعة لحركة "فتح" و"كتائب القسام" الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس ما لديها من أشلاء جنود اسرائيليين". وأكدت مصادر فلسطينية واسرائيلية ان نسف الدبابة الاسرائيلية أمس قرب رفح لن يؤثر في الاتفاق على انسحاب القوات الاسرائيلية من حي الزيتون. ونفى وزير الخارجية المصري أحمد ماهر امس أن تكون القاهرة اقترحت نقل مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من رام الله إلى غزة. ووصف ماهر ما تردد بأنه اشاعات، مشيراً إلى اتصالات مستمرة بين مصر والسلطة الفلسطينية خصوصاً مع الرئيس عرفات. ونقلت "رويترز" امس عن مصادر فلسطينية حديثها عن وساطة مصرية لنقل الرئيس الفلسطيني من رام الله بالضفة الغربية الى غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي المنتظر من القطاع بموجب خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الاحادية الجانب للانفصال عن الفلسطينيين. وقالت المصادر إن الوساطة المصرية بدأت الشهر الماضي بطلب اميركي، وان عرفات لم يعط موافقته حتى الآن. واضافت: "الاستفتاء في حزب ليكود على خطة شارون عرقل مسألة الانسحاب وعرقل خطوة كهذه".