استشهد 16 فلسطينيا على الاقل في رفح امس بصواريخ أطلقتها مروحيات إسرائيلية فيما استمر القتال العنيف بين القوات الاسرائيلية ومسلحين فلسطينيين حول مخيم اللاجئين الواقع جنوبي قطاع غزة، بينما عززت قوات الاحتلال اجراءاتها الامنية حول المستوطنات التي غدت تعيش حالة شديدة من الذعر بعد نجاح المقاومة الفلسطينية من تفجير ناقلة جنود تحمل طنا من المتفجرات أي ما يقرب من عشرة أضعاف ما كانت تحمله ناقلة إسرائيلية أخرى انفجرت أثناء قتال عنيف في مدينة غزة الثلاثاء في رفح التي قتل فيها ثلاثة أشخاص إثر إطلاق مروحية إسرائيلية ثلاثة صواريخ صباح امس فيما لقي سبعة آخرون حتفهم بصاروخين أطلقا بعد منتصف ليل الاربعاء بوقت قصير.وقال الجيش الاسرائيلي إنه أطلق الصواريخ على مجموعات من النشطاء المشاركين في القتال ضد قواته. لكن مصدرا طبيا في رفح أفاد بأن أربعة في القتلى هم من العناصر النشطة في حين أن الستة الاخرين من المدنيين المتجمعين في مخيم اللاجئين. وأشارت المصادر الطبية إلى إصابة ما مجموعه 37 فلسطينيا على الاقل بسبب الصواريخ الاسرائيلية ووصفت جروح سبعة منهم بأنها خطيرة. وصرح متحدث باسم الجيش الاسرائيلي بأن المروحيات توفر إسنادا جويا للتعزيزات الكبيرة من القوات العاملة في المنطقة. وبدأت القوات الاسرائيلية صباح امس البحث عن أشلاء جثث خمسة جنود قتلوا مساء الاربعاء في هجوم شنه نشطاء من حركة الجهاد الاسلامي على ناقلة الجنود المدرعة التي كانت تقلهم ضمن قافلة عسكرية قرب الحدود مع مصر. وكانت ناقلة الجنود تحمل طنا من المتفجرات أي ما يقرب من عشرة أضعاف ما كانت تحمله ناقلة إسرائيلية أخرى انفجرت أثناء قتال عنيف في مدينة غزة الثلاثاء. وكان الهدف من تلك المتفجرات نسف أنفاق تهريب الاسلحة في منطقة رفح. وقال شهود ان شدة الانفجارات ادت الى تطاير اشلاء الجنود الاسرائيليين وحطام المجنزرتين على مساحة واسعة، وقالوا ان مقاتلات من طراز اف-16 ومروحيات اسرائيلية شوهدت تحلق في محيط المنطقة التي انتشرت فيها اشلاء الجنود. وبدا ان هذا التحليق جاء بهدف منع الفلسطينيين من تكرار ما حصل في حي الزيتون بغزة الثلاثاء، عندما استولوا على اشلاء ستة جنود اسرائيليين بعد نسف ناقلتهم التي كانت تشارك في عملية عسكرية في الحي. وقد اعلنت سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي مسؤوليتها عن هذه العملية التي قالت انها اسفرت عن تدمير آلية عسكرية اسرائيلية ومقتل عدد غير محدد من الجنود الاسرائيليين. وقال رئيس أركان الجيش الاسرائيلي موشيه يعلون في مؤتمر صحفي صباح امس إن مصر تتعاون مع إسرائيل في البحث عن أي أشلاء من جثث الجنود قد تكون على الجانب الاخر من الحدود. وذكر راديو الجيش الاسرائيلي أن الجيش أمر بإزالة جميع المتفجرات فورا من على متن ناقلات الجنود المدرعة. ويأتي هذا الاجراء عقب مقتل ستة جنود الثلاثاء في مدينة غزة وخمسة آخرين الاربعاء في رفح على الحدود مع مصر وذلك في انفجار ناقلتي جند محملتين بالمتفجرات. في غضون ذلك انسحبت القوات الاسرائيلية من حي الزيتون بمدينة غزة بعد استعادة أشلاء جثث الجنود الستة الذين قتلوا هناك. وكان نشطاء فلسطينيون قد استعرضوا الاشلاء في مسيرة. وطالب النشطاء في البداية بالافراج عن السجناء الفلسطينيين في المقابل لكنهم قبلوا لاحقا بإعادة الجثث مقابل انسحاب إسرائيل من حي الزيتون وذلك بعد ضغوط من أجهزة الامن الفلسطينية ومصر. وصرح كبير حاخامات الجيش الاسرائيلي البريجادير جنرال إسرائيل فايس بأنه تم التعرف تحت إشرافه على جثث الجنود الستة الذين قتلوا في مدينة غزة. وكان حي الزيتون في مدينة غزة مسرحا لقتال عنيف منذ صباح الثلاثاء أسفر عن مقتل ما مجموعه 14 فلسطينيا. وكانت طائرات إسرائيلية من نوع أباتشي، أطلقت ما يقارب من أربعة صواريخ باتجاه تجمع من المواطنين في مخيم بلوك أو، بالقرب من بوابة صلاح الدين على الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية. وهذا العدوان الثاني على رفح حيث شن الجيش الاسرائيلي فجر امس هجوما صاروخيا على تجمع للفلسطينيين وقال شهود ان صاروخين اصابا جمعا من الناس في مخيم يبنا القريب من رفح. واسفرت الغارة عن استشهاد سبعة فلسطينيين. كما أصيب اربعة مواطنين بينهم سيدة وطفل. وزعمت اسرائيل ان الفلسطينيين كانوا يحاولون زرع قنبلة عندما اطلقت عليهم الصاروخ. من جانب آخر قال شهود ان زورقا تابعا للبحرية الاسرائيلية قصف مساء الاربعاء سواحل غزة وفتح النيران على منطقة قرب مجمع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. لكن مصادر عسكرية اسرائيلية قالت ان القصف واطلاق النيران استهدفا هدفا مريبا في المياه اصيب وغرق. الى ذلك عثر على جثث اربعة رجال فلسطينيين اخرين امس تحت حطام مبان مهدمة في حي الزيتون بمدينة غزة بعد ان رفعت القوات الاسرائيلية حصارا استمر يومين. وقام مسؤولون امنيون فلسطينيون في وقت لاحق بتسليم رفات الجنود الى اسرائيل في معبر شمالي غزة قائلين انهم حصلوا عليها تلبية لأمر من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعد ان سلمها النشطاء الى وسطاء مصريين. واكتفى متحدث عسكري اسرائيلي بقوله في بيان مقتضب ان خبراء الطب الشرعي سيفحصون ويحددون هوية (النتائج) التي تم الحصول عليها من مسرح الاحداث في الزيتون. ولم يشأ الجيش ان يعقب على تسليم الرفات لكنه اقر بانه أنجز مهمته لاستعادة الرفات. وقال المسؤول الامني ان سيارة اسعاف احضرت الرفات وتم تسليمه في صندوق الى الاسرائيليين في معبر اريز شمالي قطاع غزة. وقبل ذلك كان خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد قال انه بموجب اتفاق تم التوصل اليه بوساطة السلطة الفلسطينية والاخوة المصريين ستنسحب اسرائيل من حي الزيتون بغزة وتسلم جثث شهداء فلسطينيين تحتجز جثامينهم منذ عدة ساعات. واضاف انه اذا التزمت اسرائيل بالاتفاق سيتم تسليم اشلاء الجنود الاسرائيليين التي تحتفظ بها سرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد، وكتائب الاقصى بعد العملية التي نفذت و اوضح ان الاشلاء هي عبارة عن راس احد الجنود واشلاء اخرى. وحول ردود الفعل في اسرائيل الداخل قالت مصادر اسرائيلية ان حالة رعب حقيقية تسود المستوطنات اليهودية فى قطاع غزة اثر تمكن المقاومة الفلسطينية فى اقل من 48 ساعة من قتل 11 ضابطا وجنديا اسرائيليا فى عمليتين استهدفتا ناقلات ودبابات ومدرعات عسكرية فى قطاع غزة. وحسب المصادر الاسرائيلية دفعت قوات الاحتلال منذ مساء الاربعاء بمزيد من التعزيزات العسكرية الى قطاع غزة عبر مفترق (كوسوفيم) الاستيطانى اثر تلقيها بلاغات متعددة عن نية جهات فلسطينية تنفيذ المزيد من الهجمات ضد قوات الاحتلال والمستوطنات فى القطاع. وتضيف المصادر انه تم رفع حالة التأهب القصوى فى جميع المستوطنات فى مناطق متفرقة من قطاع غزة خشية من تمكن المقاومين الفلسطينيين من اقتحام تلك المستوطنات وتنفيذ عمليات فدائية ردا على جرائم الاحتلال فى حى الزيتون بغزة. من جهتها حذرت جهات فلسطينية من ان قيام اسرائيل باستغلال الاجواء المتوترة فى القطاع وتوجه هذه التعزيزات العسكرية لتنفيذ عملية انتقامية واسعة قد تطال المواطنين العزل. فلسطيني يحمل طفلة مصابة نتيجة القصف الاسرائيلي