سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بلير مستعد للتنازل عن الحكم لوزير المال إذا اقتنع بأنه بات عقبة أمام فوز "العمال" محكمة بريطانية تنقض قرار الحكومة وتتيح لأسر ضحايا عراقيين مقاضاة الجيش
سمحت المحكمة العليا في لندن أمس لمحامي 12 أسرة عراقية تقول ان أفراداً منها قتلهم جنود بريطانيون بالطعن في رفض الحكومة فتح تحقيقات مستقلة. وكانت وزارة الدفاع البريطانية رفضت تحمل المسؤولية عن وقائع قتل في العراق، لكن محامي الاسر العراقية يطالبون بأن ينظر القضاء فيما اذا كانت تلك الوقائع تمثل انتهاكا لحق الضحايا في الحياة وفقا للقانون الاوروبي. وجاءت الدعوى المقامة أمام المحكمة العليا في وقت يتهم فيه جنود بريطانيون وأميركيون بتعذيب سجناء عراقيين بعد أن نشرت مؤسسات اعلامية صورا لوقائع التعذيب. ولم يتضح بعد ما اذا كان هناك تداخل بين الحالات التي استشهدت بها منظمة العفو الدولية وتلك المطروحة أمام المحكمة العليا. وسمح القاضي أندرو كولينز لاثنتي عشرة أسرة بالمجادلة بأن المعاهدة الاوروبية لحقوق الانسان تنطبق على حالاتهم. وأضاف أن"السماح لهم يعني مجرد أن هذه النقطة قابلة للمجادلة". ويؤكد فيل شاينر أحد محامي الاسر أنه بما أن الحرب على العراق كانت انتهت رسميا حين توفي الضحايا وبما ان بريطانيا كانت قوة محتلة فإنه يجب تطبيق المعاهدة الاوروبية. وقال ان عددا من وقائع القتل جرت حين كان الضحايا في منازلهم أو يمارسون حياتهم اليومية. وكان رجل قد قتل أثناء عمله في مزرعة واخر أثناء اصطياده السمك من نهر وقتل رجل اخر في سيارته أثناء عودته الى منزله. وقال شاينر أن الجنود البريطانيين قتلوهم بالرصاص وأن الجيش البريطاني رفض التحقيق في وقائع القتل على النحو اللائق. من جهة أخرى، أبلغ رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يتعرض لضغوط متزايدة منذ بروز فضيحة تعذيب الاسرى، أصدقاء مقربين أنه سيتخلى عن منصبه ويفسح المجال أمام وزير خزانته القوي غوردون براون لكي يصبح زعيماً لحزب العمال اذا اقتنع بأنه بات عقبة أمام فوز الحزب الحاكم بالسلطة مرة اخرى. وذكرت صحيفة"ذي غارديان"في صدر صفحتها الأولى أمس، انه على رغم من عدم شعبية بلير في قضية احتلال العراق، إلا انه لا يزال واثقاً على نحو خاص بأنه سيحقق الفوز للحزب في الانتخابات المقبلة وانه سيقود العمال خلال المعركة الانتخابية المتوقعة في العام المقبل. وقال مايكل هوايت المحرر السياسي للصحيفة"اذا وقعت أحداث غير متوقعة سواء شخصية أو سياسية تحول دون استمراره في الحكم فإنه سيؤيد براون باعتباره أفضل من يخلفه في السلطة". وتشير الصحيفة الى الأصوات المتزايدة داخل حزب العمال الداعية الى استقالة بلير، لكن بلير لا يزال مقتنعاً بأن الرأي العام يؤيده على رغم الهجوم الحاد عليه من قطاعات واسعة من الصحافة البريطانية. على صعيد آخر، اخفقت لجنة تحقيق برلمانية في التوصل الى معرفة هوية المسؤول عن تسريب تقرير اللورد هاتون في ملابسات انتحار العالم البريطاني المختص بأسلحة الدمار الشامل العراقية الدكتور ديفيد كيلي. وكان اللورد هاتون الذي برأ في تقريره الحكومة البريطانية من تهمة التلاعب والتضخيم في المعلومات الخاصة بأسلحة الدمار العراقية لتبرير الحرب على العراق، طلب اجراء هذا التحقيق بعد تسرب نتائج تحقيقه الى صحيفة"صن"الشعبية الواسعة الانتشار قبل نشر التقرير بساعات. وكان تقرير اللورد هاتون قد أثار دهشة واسعة بسبب انتقاده البالغ لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي التي أذاعت مخاوف الدكتور كيلي من مبالغة الحكومة في وصف تهديدات الأسلحة العراقية قبل الحرب. وانتحر كيلي بعد ان تأكد في الصيف الماضي انه كان مصدر هذا التقرير.