واصل زعماء عماليون سابقون وسياسيون معارضون بارزون توجيه الانتقادات الى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لدوره في ملابسات وفاة العالم البريطاني خبير الاسلحة الدكتور ديفيد كيلي، وطالبه بعضهم بالاستقالة. وجاءت هذه الانتقادات عشية اول جلسة لمجلس العموم البريطاني بعد عطلته الصيفية والتي تعقد غداً، وستكون ايضاً اول مواجهة بين بلير والنواب البريطانيين منذ وفاة الدكتور كيلي. حذّر وزير الدولة البريطاني السابق لشؤون الدفاع داغ هندرسون الذي عمل في حكومة توني بلير الاولى في العام 1997، رئيس الوزراء البريطاني من أن المسؤولية المتعلقة بوفاة الدكتور كيلي ينبغي ألا تقع على عاتق وزير الدفاع جيفري هون وحده. وجاء هذا التحذير في وقت يستعد القاضي اللورد هاتون لإعلان لائحة بالمسؤولين الذين سيستدعيهم مرة اخرى للادلاء بشهاداتهم امام لجنة التحقيق القضائي التي يرأسها في ملابسات انتحار العالم البريطاني. وكان الدكتور كيلي مصدر تقرير ل"هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي تحدث عن مبالغة الحكومة في المعلومات التي نشرتها في ملف عن مخاطر اسلحة الدمار الشامل العراقية لاقناع الرأي العام بضرورة الحرب على العراق. ومن المتوقع ان يستدعي القاضي هاتون الوزير هون مجدداً للمثول امام لجنة التحقيق لاستجوابه عن تفاصيل جديدة تتعلق بدوره في كشف اسم كيلي لوسائل اعلام بريطانية كمصدر لتقرير ال"بي بي سي" مما زاد الضغوط عليه ودفعه في النهاية الى الانتحار على ما يبدو. واكد هندرسون في الوقت نفسه في حديث الى "بي بي سي"، ان رئاسة الوزراء البريطانية لعبت دوراً في خطة هدفت الى تحديد هوية كيلي. وكانت وزيرة التنمية الدولية السابقة كلير شورت انتقدت بلير بشدة نهاية الاسبوع الماضي، بسبب سوء استخدام نفوذه وسلطته، مما دفع الدكتور كيلي الى الانتحار. ومن المتوقع ان يواجه بلير وقتاً عصيباً ايضاً غداً عندما يقف للمرة الاولى امام مجلس العموم بعد انتهاء عطلته الصيفية ليجيب عن اسئلة النواب كما هي الحال كل يوم اربعاء. وستكون هذه المواجهة البرلمانية الاولى بعد انتحار كيلي الذي عثرت الشرطة على جثته في غابة قريبة من منزله في مقاطعة اكسفورد الريفية وسط انكلترا في 18 تموز يوليو الماضي. وقال هندرسون : "اذا اضطر الوزير هون الى الاستقالة بعد نشر تقرير لجنة التحقيق القضائي فان ذلك سيكون امراً بعيداً جداً عن الانصاف، وان يكون هو المسؤول الوحيد الذي يكون في خط النار". اما زعيم حزب المحافظين المعارض ايان دانكان سميث فقد طالب باستقالة بلير، اذا اوضح اللورد هاتون انه كان ضالعاً في العملية التي ادت الى كشف هوية كيلي. وقال سميث في حديث الى "بي بي سي" أمس انه اصيب "بالصدمة والهلع" بعدما استمع الى الشهادات التي عُرضت امام لجنة اللورد هاتون والتي "اوضحت ان الوزراء البريطانيين فضلوا مصلحتهم وسمعتهم على سلامة كيلي". وشدد سميث ايضاً على ان بلير ينبغي ان يستقيل اذا اتضح انه خدع البلاد في العام الماضي في قضية ملف اسلحة الدمار الشامل الذي تضمن مزاعم مبالغ فيها عن مخاطر هذه الاسلحة وامكان استخدامها خلال 45 دقيقة. وعلى رغم الازمة الكبيرة التي يواجهها حزب العمال الحاكم، الا ان استطلاعاً للرأي نشرته صحيفة "ذي تايمز" البريطانية أمس اوضح ان الحزب يتقدم بخمسة في المئة على حزب المحافظين المعارض، وان التأييد للعمال بلغ نسبة 39 في المئة في مقابل 34 في المئة للمحافظين ونسبة 19 في المئة للاحرار الديموقراطيين. وكان استطلاع للرأي نشرته امس صحيفة "ذي ميل اون صنداي" اظهر ان غالبية الرأي العام البريطاني تطالب بلير بالاستقالة بعد وفاة كيلي.