توقع نائب بارز في حزب العمال الحاكم في بريطانيا بزعامة رئيس الوزراء توني بلير امس، ان يكون وزير الدفاع جيف هون هو "الكبش" الذي سيدفع ثمن التحقيقات الجارية في الملابسات التي أدت الى انتحار خبير الاسلحة البريطاني الدكتور ديفيد كيلي. وقال النائب فابيان هاملتون عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم ان التحقيقات التي تجريها لجنة هاتون ستطيح رؤوساً بارزة في الحزب الحاكم. ويتوقع ان يمثل هون الاربعاء وبلير الخميس، امام اللجنة التي تعقد جلساتها في المحكمة العليا وسط لندن، وذلك بهدف استجوابهما عن دور كل منهما في الضغط على كيلي، وذلك بكشف اسمه كمصدر للمعلومات التي بثتها محطة ال"بي بي سي" واتهمت فيها الحكومة بالتدخل في تقرير للاستخبارات البريطانية من اجل جعل ملف اسلحة الدمار الشامل العراقية اكثر "إثارة"، لتبرير الحرب. وأكدت مصادر مقربة من رئىس الوزراء انه اجتمع مع كبار مستشاريه وعدد من المحامين، للاطلاع على ما يمكن ان يدلي به اثناء شهادته امام اللورد هاتون. وقال نواب معارضون إن امام توني بلير اسئلة لا بد من الاجابة عنها ومن ابرزها: "من هو المسؤول عن اعداد ملف الاسلحة العراقية؟ ولماذا كتب فيها ان خطر التهديد العراقي قائم وجدي، على رغم تحفظات بعض كبار موظفيه؟". وما يزيد في مأزق رئيس الوزراء البريطاني اقدام لجنة هاتون على عرض اكثر من تسعة آلاف صفحة من الوثائق ورسائل البريد الالكتروني ومذكرات داخلية لموظفين كبار في وزارة الدفاع ووزارة الخارجية ومقر رئاسة الوزراء وال"بي بي سي" والبرلمان، ابرزها يؤكد ان توني بلير اجرى لقاءات في مكتبه لمناقشة امكان اعلان ان كيلي التقى الصحافي اندرو غيلغان. وتبدو اهمية الوثائق من كون بعضها كان بحاجة للانتظار ثلاثين عاماً على الأقل للكشف عنها بسبب سريتها. كما يواجه وزير الدفاع بسؤال من جانب اسرة كيلي لمعرفة من هي الجهة التي واصلت الاجتماع بالصحافيين واعطاءهم معلومات اساءت للاخير ودفعته للانتحار، حتى ان الحملة عليه استمرت بعد وفاته. ويسعى كبار مستشاري بلير لمعرفة ردود الفعل على الاجوبة التي ستطرحها لجنة التحقيق، خصوصاً ان من ادلى بشهادته من موظفي مقر رئاسة الوزراء، اعلن ان بلير كان يتابع كل ما يتعلق بقضية كيلي. وتبين من الوثائق التي قدمت الى اللجنة أن بلير تجاوز نصيحة مساعديه الذين حاولوا ثنيه عن الطلب من كيلي المثول امام لجنة الشؤون الخارجية. وتميزت الوثاق التي كشف النقاب عنها، بعرضها لأسلوب الحكومة البريطانية والدور او التأثير الذي يلعبه المستشارون، وفي مقدمهم اليستر كامبل الذي يعتبر المحرك الاساسي للماكينة الاعلامية لحكومة بلير، وهذا ما تكشفه رسالة داخلية مؤرخة في الثالث من حزيران يونيو الماضي، دعا فيها كامبل بلير الى ان يكون هجومياً خلال جلسة للبرلمان تعرض فيها لأسئلة النواب في شأن الموقف من العراق، وذلك من خلال ابلاغه بأن البعض في البرلمان يريد الاساءة الى دوره كقائد في الحرب على العراق. كذلك دلت الوثائق على تدخل بلير ومساعديه في تضمين ملف الاسلحة العراقية "مبالغات" عن قدرة النظام العراقي السابق على تجهيز اسلحة دمار شامل في غضون 45 دقيقة، وقدرة هذا النظام على تطوير قنبلة نووية في غضون بضعة اشهر، واستيراده اليورانيوم من النيجر.