اظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" أمس ان نصف البريطانيين يريدون استقالة رئيس الوزراء توني بلير، الذي تراجعت شعبيته في شكل كبير في اعقاب حرب العراق. واشار استطلاعان للرأي عشية عاشر مؤتمر لحزب العمال الى ان بلير يواجه صعوبات مع كل من الشعب وأعضاء حزبه. وسأل استطلاع "فاينانشال تايمز" الناس عما اذا كانوا يوافقون على ان الوقت حان كي يستقيل بلير ويسلم السلطة لغيره، فأجاب 50 في المئة انهم يوافقون على ذلك ولم يوافق على ذلك 39 في المئة ولم يكن 11 في المئة متأكدين. وقال 29 في المئة انهم راضون عن اداء بلير في مقابل 47 في المئة في نهاية حرب العراق. واشار الاستطلاع الى وجود تأييد قوي لوزير الخزانة غوردون براون الذي اعتبره كثيرون البديل المنطقي لبلير. وأفاد استطلاع آخر في صحيفة "غارديان" ان نحو ربع اعضاء البرلمان من حزب العمال يريدون استقالة بلير. فمن بين 108 اعضاء شملهم الاستطلاع ابدى 29 تأييداً غير مشروط لرئيس الوزراء. لكن 24 قالوا انه يجب ان يستقيل الآن، واعتبر 25 انه يجب ان يستقيل اما قبل الانتخابات المقبلة او بعدها. وقال تسعة انهم مستعدون لأن يبقى اذا غيّر اسلوبه. وأظهر الاستطلاع أن هناك معارضة "ساحقة" لسياسة بلير المثيرة للجدل الخاصة بزيادة الرسوم الجامعية التي يدفعها الطلاب وتساؤلات متزايدة حول برنامج إصلاح الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم. ويأتي هذا التدهور الحاد في شعبية بلير في وقت تصور بعض وسائل الإعلام الأميركية رئيس الوزراء البريطاني على أنه "صديق جريح" قد لا يستمر لفترة طويلة كزعيم لدولة هي الحليف الرئيس للولايات المتحدة. اذ ذكرت مجلة "نيوزويك" الأميركية ان بلير ربما دخل المرحلة النهائية من حكمه بعد استطلاعات الرأي التي أوضحت مدى ضعف مكانته الداخلية. من جهة أخرى، أفادت صحيفة "تايمز" ان رئيس الوزراء البريطاني قد يضطر الى تحمل تبعات تحقيق ثان في انتحار خبير الاسلحة ديفيد كيلي الذي اهتزت حكومة بلير بسبب التحقيق الاول في وفاته. واثار التحقيق الذي اجراه اللورد هاتون في وفاة كيلي تساؤلات في شأن ملف الحكومة الذي استندت اليه في مشاركتها في غزو العراق. ويقدم هاتون تقريره في كانون الاول ديسمبر المقبل. لكن نيكولاس غاردنر الطبيب الشرعي في مقاطعة اكسفوردشير التي يتبعها كيلي قال انه قد يعيد فتح التحقيق الخاص به والذي تأجل في بداية تحقيق هاتون لأن شهوداً عدة رفضوا السماح لهاتون بالاطلاع على الاقوال التي ادلوا بها للشرطة. وأوضحت الصحيفة ان غاردنر قال ان اللورد هاتون لم يطلع على اقوال خمسة شهود على الاقل. ونقلت عنه: "لماذا يريد هؤلاء الا يطلع على اقوالهم احد؟ لا اعرف". وأضاف: "سأطلب من الشرطة ان تطلعني عليها اذا لزم الامر. يتوقف هذا على قراءتي لتقرير هاتون الذي لم يظهر بعد". وأشارت الصحيفة الى ان الشرطة استجوبت 500 شخص وسجلت اقوال 300 شاهد ونقلت اقوال أهم 70 شاهداً الى اللورد هاتون وهم الشهود الذين وافقوا على ذلك. وعثر على كيلي ميتاً في غابة قريبة من منزله بعد فترة قصيرة من الكشف عن اسمه على انه كان مصدر تقرير اخباري بثته هيئة الاذاعة البريطانية قال ان الحكومة البريطانية "بالغت" في الادلة التي قدمتها عن الاسلحة العراقية المحظورة لتبرير الحرب امام الرأي العام المتشكك.