ازدادت حدة التكهنات بشأن مستقبل توني بلير رئيس الوزراء البريطاني حيث اظهر استطلاع للرأي تراجع شعبيته بعد تسرب معلومات عن مناقشة اعضاء كبار في حكومته مسألة خلافته. ويواجه بلير الذي سقط في مستنقع أزمة العراق مطالب متزايدة بتنحيه بعضها صادر من اعضاء حزب العمال الذي ينتمي اليه الذين يشعرون بالقلق من ان زعيمهم الذي كان في وقت من الاوقات أفضل مصدر قوة انتخابية والذي قادهم الى نصرين انتخابيين اصبح الان عائقا لهم. وفي تركيا حيث يقوم بلير حاليا بزيارة عمل انفجرت عبوات ناسفة امام ثلاثة فروع لمصرف اتش اس بي سي البريطاني في تركيا قبيل وصوله وتشتبه السلطات التركية في تنظيم القاعدة الذي قام بتفجير مبني القنصلية البريطانية والمقر الرئيس للمصرف السابق في اسطنبول في شهر نوفمبر الماضي مما اسفر عن مقتل 27 شخص. وأظهر استطلاع للرأي ان حوالي نصف الناخبين يعتقدون ان بلير عليه ان يرحل قبل الانتخابات القادمة المتوقعة في مايو القادم تقريبا. ولم يحدث تأييد حليفين رئيسيين لبلير وهما وزيران بارزان سوى القليل لكبح جماح تكهنات بشأن رحيله. وذكرت صحيفة صنداي هيرالد ان جون بريسكوت نائب رئيس الوزراء وجوردون براون وزير المالية المرشح لخلافة بلير ناقشا موضوع الخلافة بالتفصيل مؤخرا. ونقلت الصحيفة الاسكتلندية عن مصادر مقربة من بريسكوت قولها ان الاثنين تحدثا عن احتمالات (انتقال سلمي للخلافة) وكيف يمكن ان يساعد نائب رئيس الوزراء في ترتيب منافسة على الزعامة توحد الحزب بدلا من ان تقسمه. وقال بريسكوت في صحيفة تايمز ان وزراء بارزين ناقشوا المستقبل بلا بلير الا انه قلل في وقت لاحق من اهمية تعليقاته قائلا انه كانت هناك تكهنات بشأن الزعامة الا انه لا يوجد تنافس حقيقي على منصب رئيس الوزراء. وقالت صحيفة صنداي تايمز التي نشرت استطلاعا للرأي اجراه مركز يوجوف وأظهر ان نصف الناخبين تقريبا يعتقدون انه يتعين على بلير ان يتنحى قبل الانتخابات القادمة ان شخصيات بارزة بالحزب كانت تضع نفسها امام احتمال تغير في القيادة. واضافت ان حلفاء براون وضعوا خططا مفصلة لحكومة يقودها بعد تسليم بلير السلطة في مؤتمر للحزب في الخريف. وبعد سبع سنوات في السلطة يتجه حزب العمال لهزيمة في انتخابات المجلس البلدي والبرلمان الاوروبي في 10 يونيو بسبب تضرره من ازمة العراق. وفي حين لا يزال من المتوقع الى حد كبير ان يفوز بالانتخابات العامة القادمة يقول معلقون ان التكهنات التي تحيط ببلير والتي لم تكن محل تفكير قبل شهور قليلة فقط تجعله اضعف من اي وقت على الاطلاق. وسلطت الاضواء على هشاشة التأييد له يوم الجمعة عندما عدلت الحكومة مشروع قانون لنزع فتيل تمرد كبير من جانب اعضاء البرلمان بشأن خطط لحماية معاشات التقاعد. ويقول بعض المحللين ان اختيار بديل دون ان تلوح في الافق نهاية للصعوبات في العراق يمكن ان يكون بمثابة كأس مسمومة لخليفة بلير ولا يساعد الحزب. ويؤكد اخرون على تصميم رئيس الوزراء على حل مشاكل مشاركة بريطانيا في الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدةبالعراق. وقال اشخاص بارزون في الحكومة بينهم وزير الخارجية جاك سترو ووزير الدفاع جيف هون ان رئيس الوزراء يجب ان يبقى. وقال هون لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان بلير مصمم على انجاز المهمة...لا يبدو لي ان رئيس الوزراء يفكر في التقاعد فهو رجل يعرف ما يريد ومنهمك في المهمة ومصمم على اجلاء الموقف في العراق. ولا يزال كثير من الناخبين غير مقتنعين بالاسباب التي قدمها بلير لحرب العراق واعطت الفضيحة التي اندلعت هذا الشهر بشأن انتهاك حقوق سجناء عراقيين اعضاء البرلمان ذخيرة لمطالبة الحكومة بان تنأى بنفسها عن السياسات الامريكية.