ذكرت صحيفة بريطانية امس الاحد ان ضابطاً بريطانياً كان ضالعاً في وضع القواعد التي اتاحت اللجوء الى وسائل قاسية في عمليات الاستجواب في سجن ابو غريب العراقي الذي تحول الى رمز للتعذيب في العالم. وكانت اندلعت في ربيع 2004 فضيحة في سجن ابو غريب الواقع بالقرب من بغداد عندما بثت وسائل الاعلام صور سجناء عراقيين عراة ويتعرضون للاذلال من قبل عسكريين اميركيين. وذكرت صحيفة الاوبزرفر البريطانية ان الحكومة البريطانية اضطرت الى التراجع عن موقفها بعد ان كانت تؤكد حتى الآن ان أياً من العسكريين البريطانيين لم يكن ضالعاً في صياغة الاسس التي سمحت خصوصا باستعمال الكلاب والحرمان من النوم ضد السجناء وذلك في خرق لاتفاقيات جنيف. وكشفت الصحيفة نقلاً عن رسالة لوزير القوات المسلحة ادم انغرام ان ضابطاً من الجيش البريطاني ارسل الى بغداد للالتحاق بالقسم القانوني في الائتلاف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة وقد قدم «تعليقات نقلها عن رؤسائه» خلال صياغة النص. واضافت «لم يعرف ما اذا كان الضابط قد دعم هذه الوثيقة او انه اعترض عليها ولكن الكشف عن هذا الامر يثير مسائل خطيرة حول هوية الذين كانوا في شبكة القيادة العسكرية على علم بتقنيات الاستجواب التي استعملت في ابو غريب». وتولت هيئة من الائتلاف مكلفة بالاشراف على عمليات استجواب السجناء العراقيين صياغة هذه الوثيقة التي جاءت بعنوان «الاستجواب وسياسة التصدي للمقاومة». وقد اضافت صحيفة بريطانية اخرى عناصر جديدة على الفضيحة التي اثرت بشكل كبير على صدقية الائتلاف، وقالت ان ضابطاً بريطانياً كان على علم بالتجاوزات الخطيرة التي حصلت في ابو غريب قبل خمسة اشهر من ابلاغ وزارة الدفاع بما يجري في السجن. وقالت صحيفة الانديباندنت امس الاحد ان الضابط الذي وصف بأنه احد اهم الحقوقيين في الجيش البريطاني في العراق، لعب دوراً رئيسياً في درس تقرير الصليب الاحمر الذي كشف وجود تجاوزات بحق السجناء. واضافت ان القادة العسكريين البريطانيين قرروا مع ذلك عدم نقل هذه المعلومات الى الوزارات المختصة حيث كانوا يؤكدون انهم لم يكونوا على علم بأي شيء عن عمليات سوء المعاملة في ابو غريب قبل نشر الصور في نيسان/ابريل الماضي. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع للصحيفة ان الائتلاف رد على تقرير اللجنة الدولية للصليب الاحمر باستبدال الطاقم الذي كان يعمل في السجن. واضاف «في ما يتعلق بتقارير اللجنة الدولية للصليب الاحمر، اعتبر الضابط (البريطاني) ان السلطات الاميركية تجاوبت بطريقة مناسبة مع الانتقادات التي تضمنتها هذه التقارير».