ارتفع عدد ضحايا الانفجار الذي استهدف مجمعاً حكومياً في الشيشان إلى 54 قتيلاً و260 جريحاً. وتوقفت أعمال الإنقاذ بعد فقدان الأمل في العثور على أحياء تحت الأنقاض، فيما بثت السلطات العسكرية تفاصيل عن الحادث، وذكرت أن شابة شيشانية كانت بين منفذي الهجوم. وكان مسلحون هاجموا مجمعاً يضم عدداً من المكاتب الإدارية والأمنية اول من امس، مستخدمين شاحنة مملوءة بالمتفجرات. وانتشل رجال الإنقاذ 23 شخصاً، قبل أن يعلنوا إنهاء عملياتهم. وأفيد ان بين القتلى ثمانية أطفال وعشرون امرأة. غير أن هذه الحصيلة لا تعد نهائية في ظل وجود 190 شخصاً في المستشفيات يصف الأطباء حال 57 منهم بأنها بالغة الخطورة، كما سجلت الإدارة الشيشانية لائحة بالمفقودين الذين يعتقد أنهم تحت الأنقاض. إلى ذلك نشرت السلطات العسكرية معلومات إضافية عن منفذي الهجوم وقالت إن ناجين من الحادث أدلوا بشهادات قالوا فيها إن ثلاثة أشخاص شاركوا في الهجوم بينهم شابة شيشانية. دور للعرب وذكر الناطق باسم قيادة الأركان في شمال القوقاز إيليا شابالكين أن المعلومات المتوافرة حتى الآن، تؤكد تورط الرئيس الشيشاني المنتخب أصلان مسخادوف في الحادث. ووصفه بأنه تحول إلى "دمية يحركها المقاتلون العرب"، الذين قال إنهم يتحكمون في الموارد المالية التي تصل إلى المقاومة الشيشانية من منظمات دولية مثل "القاعدة" والأخوان المسلمين. لكن ناطقاً باسم أصلان مسخادوف كان نفى بشدة أن يكون الأخير وراء العملية، وألمح إلى تورط القائد الميداني شامل باساييف الذي أعلن مسؤوليته في السابق عن أكثر العمليات دموية خلال العام الأخير. من جهته، قال نائب المدعي العام الروسي سيرغي خريدينسكي إن أجهزته "حددت دائرة المشتبه بهم". وقال إن التحريات تجرى حالياً للتعرف إلى المسؤولين عن الانفجار واعتقالهم. وكان الهجوم الجديد في الشيشان أثار موجة استياء واسعة في الأوساط السياسية والبرلمانية الروسية. وألغى مجلس الدوما البرلمان مناقشة كانت مقررة لمشروع قانون عفو شامل يدخل في إطار التسوية السياسية التي كانت بدأت في الشيشان مع إقرار الدستور قبل أسابيع. وقال رئيس المجلس غينادي سيليزنوف إن مناقشة قانون العفو تأجلت إلى أجل غير مسمى. في الوقت نفسه، وجه سيليزنوف انتقادات مريرة إلى السلطات العسكرية الروسية، وقال إن التحقيقات يجب أن تطاول المسؤولين عن الاحتياطات الأمنية في المواقع العسكرية بعد أن تمكن المهاجمون الشيشان من اختراقها أكثر من مرة. حوادث في موسكو من جانب آخر تفاقمت المخاوف في المدن الروسية من وقوع عمليات تفجير كبرى مماثلة لسلسلة تفجيرات استهدفت مباني سكنية عام 1999، وفوجئ سكان العاصمة الروسية الذين كانوا يتابعون تفاصيل الهجوم الدموي في الشيشان عبر أجهزة التلفزيون بالإعلان عن انفجار ضخم في وسط موسكو. وأسفر الانفجار الذي استهدف مبنى من طبقتين على بعد مئات الأمتار من الكرملين عن إصابة 18 شخصاً، قال الأطباء إن حال ستة منهم بالغة الخطورة. وفي الوقت نفسه أعلن عن مقتل عشرة أشخاص في حريق ضخم أتى على مبنى سكني غرب موسكو.