عاد الانتحاريون في منطقة القوقاز الى الاعلان بقوة عن وجودهم، في هجوم استهدف الرئيس الانغوشي مورات زيازيكوف. وفرضت السلطات تدابير صارمة في الجمهورية التي تتمتع بحكم ذاتي ضمن الاتحاد الروسي، وهي جمهورية مسلمة مجاورة للشيشان، فيما حذرت جهات امنية من تحول انغوشيتيا الى ساحة مواجهة جديدة مع المتطرفين. ونجا زيازيكوف امس من محاولة الاغتيال التي نفذها انتحاري استخدم سيارة مفخخة. واستهدف الهجوم موكب الرئيس في الطريق بين مدينة نزران والعاصمة الانغوشية ماغاس. وذكر ناطق باسم الديوان الرئاسي ان الانفجار وقع عندما انعطفت سيارة من طراز "لادا" بقوة نحو سيارة الرئيس المصفحة من طراز مرسيدس سوداء اللون، ما اسفر عن اصابة الرئيس زيازيكوف بجروح طفيفة، فيما تحولت السيارة المهاجمة الى اشلاء. وذكر خبراء ان التعرف على شخصية منفذ الهجوم سيكون مستحيلاً. وقدروا كمية المتفجرات بنحو نصف طن. واسفرت ضخامة الانفجار عن تهدم اسطح المنازل في دائرة قطرها زهاء 600 متراً. وفرضت السلطات الانغوشية حال تأهب قصوى في الجمهورية تحسباً لوقوع هجمات جديدة، فيما اتهم زيازيكوف من وصفها بانها "قوى لا ترغب في بقاء انغوشيتيا جزءاً لا يتجزأ من روسيا الفيدرالية"، ما اعتبره المراقبون اشارة الى الانفصاليين الشيشان ومؤيديهم في الجمهورية. وكان نشاط المتطرفين تصاعد خلال الفترة الاخيرة. وشهدت الجمهورية سلسلة اعمال تفجير استهدفت مواقع عسكرية روسية. ورأى مصدر روسي تحدث الى "الحياة" ان استهداف الرئيس الانغوشي ربما يشكل مقدمة لفتح جبهة مواجهة قد تسفر عن توسيع الصراع في منطقة القوقاز في شكل غير مسبوق. ومعلوم ان المقاتلين الشيشان حاولوا اكثر من مرة نقل عملياتهم الى مناطق قوقازية اخرى. وشهدت جمهورية داغستان هجمات ومواجهات عنيفة خلال مراحل مختلفة من الصراع في الشيشان. لكن الناطق الانغوشي لفت الى ان اندلاع عمليات مماثلة في بلده سيشكل فشلاً ذريعاً للاجهزة الروسية، خصوصاً ان صلات قبلية وتاريخية تربط بين الشيشان والانغوش الذين عارضوا في مناسبات مختلفة الحملة الروسية على جيرانهم. من جهة اخرى، اشار الناطق الى ان كثراً من المقاتلين الشيشان وجدوا في انغوشيتيا خلال السنوات الماضية ملجأ آمناً. واللافت ان شعار استقلال انغوشيتيا عن روسيا هو نفسه الذي رفعه الشيشان وتسبب في اطلاق الحرب في القوقاز.