حذر خبراء امنيون روس من تصاعد ملحوظ لوتيرة العنف في القوقاز واتساع رقعته، بعد هجوم انتحاري في مدينة فلاديقوقاز عاصمة اوسيتيا الشمالية امس، اسفر عن سقوط عشرات بين قتيل وجريح، فيما توعد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بتعقب رؤوس الارهاب التي خططت للاعتداء ومعقابتها. ووقع الانفجار امام مدخل السوق المركزي في فلاديقوقاز في وقت الذروة، واسفر عن سقوط 15 قتيلاً واصابة حوالى مئة آخرين بجروح. ورجح محققون ان يكون مدبروه سعوا الى ايقاع اكبر عدد ممكن من الضحايا، خصوصاً انه تزامن مع اول ايام عيد الفطر في روسيا، وفي أوج نشاط الحركة في الاسواق التجارية في انحاء شمال القوقاز. وأعلن مصدر أمني ان التفجير وقع عندما اقتربت سيارة من طراز «فولغا» (محلية الصنع) يقودها شخص عرفت هويته في وقت لاحق، من مدخل السوق وتوقفت لثوان قبل ان يدوي الانفجار الضخم. وقدر خبراء حجم العبوة الناسفة التي استخدمت بنحو اربعين كيلوغراماً من مادة «تروتيل» الشديدة الانفجار. ولم تكشف الاجهزة هوية الانتحاري، لكنها اشارت الى ان التحقيقات تفيد ان المواد المتفجرة كانت موضوعة تحت المقعد الخلفي للسيارة التي تبين انها اجتازت الحدود الأنغوشية - الأوسيتية، قبل عشرين دقيقة من موعد التفجير، ما وفر للمحققين معطيات اضافية حول وقوف المجموعات المتشددة الناشطة في أنغوشيا وداغستان المجاورتين وراء الحادث. وتتبع هذه المجموعات التنظيم الرئيسي للانفصاليين الشيشان. وتوعد مدفيديف الجماعات المتشددة ب «عقاب حازم» وأوعز الى الاجهزة الامنية بتكثيف الانتشار الامني في القوقاز وملاحقة مخططي الاعتداء في اسرع وقت ممكن وتقديمهم الى القضاء. في الوقت ذاته، حض رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الادارة الدينية لمسلمي روسيا على لعب دور أنشط في مواجهة الجماعات المتشددة، وقال ان موسكو ترغب في أن «يساهم مسلمو روسيا بشكل حاسم في محاربة المتطرفين». واعتبر خبراء امنيون ان الهجوم على السوق المركزي في فلاديقوقاز يوحي بوجود مخطط لدى الجماعات المتشددة لتوسيع الرقعة الجغرافية للهجمات الانتحارية لتشمل جمهوريات قوقازية جديدة بعدما ظلت لفترة طويلة محصورة في داغستان وانغوشيا المجاورتين. وتخوفت اوساط امنية في موسكو من احتمال ان تشهد الفترة المقبلة تصعيداً قويا لجهة شن اعتداءات جديدة في مناطق عدة، واشارت الى ان الجماعات المتحصنة في الغابات والمناطق الجبلية الوعرة في شمال القوقاز تسعى الى زيادة وتيرة نشاطها قبل حلول فصل الشتاء.