قتل ستة أشخاص على الأقل بينهم أربعة من رجال الشرطة الشيشانية في هجوم انتحاري جديد شهدته الشيشان أمس، وربط مسؤول شيشاني عودة ظاهرة الهجمات الانتحارية في الجمهورية مع العمليات العسكرية للقوات الروسية في الجمهوريات القوقازية المجاورة، إضافة إلى تحركات قوات غربية في منطقة القوقاز. وفي ثالث هجوم انتحاري يهز الشيشان خلال الأسبوع الأخير وحده، فجر شاب حزاماً ناسفاً كان يحمله قرب أحد حواجز التفتيش للشرطة الشيشانية في منطقة شالي، ما أسفر عن مقتل أربعة من عناصر الشرطة ومدنيين صادف وجودهما في المكان، ورجحت مصادر طبية تصاعد عدد القتلى بسبب وجود جرحى في حال خطرة. واثار الهجوم الجديد مخاوف من عودة ظاهرة التفجيرات الانتحارية إلى الانتشار في الجمهورية خصوصاً أن الشيشان شهدت هجومين مماثلين وقعا الجمعة الماضية ،نفذهما شابان استخدما دراجتين هوائيتين وفجرا حزاميهما الناسفين قرب حاجزين للشرطة أيضاً. اللافت أن الهجوم الانتحاري الجديد جاء بعد مرور يوم واحد على قيام رئيس الوزراء فلاديمير بوتين بزيارة مفاجئة إلى الشيشان بحث خلالها الوضع في الجمهورية وسبل تحسين الأوضاع المعيشية وإحياء الاقتصاد الشيشاني. وربط عضو مجلس الفيديرالية (الشيوخ) الروسي عن الشيشان زياد السبسبي في حديث إلى «الحياة» أمس ، تصاعد أعمال العنف والهجمات الدموية أخيراً في الجمهورية بعدد من الأسباب بينها عمليات الملاحقة الواسعة النطاق التي تقوم بها القوات الفيديرالية في الجمهوريات المجاورة للشيشان وخصوصاً أنغوشيا ، والتي «دفعت فلول المقاتلين إلى التصعيد في الشيشان» بهدف تخفيف الضغط ، ولأنه لم يبق أمامهم خيار آخر في إشارة إلى أن من تبقى من المسلحين في الغابات والجبال جنوب الشيشان «يلتقطون حالياً أنفاسهم الأخيرة» . كما لفت إلى أن الهجمات الانتحارية تعد « أقل كلفة وتحتاج لتجهيزات وإعداد أقل من الهجمات العسكرية الواسعة النطاق التي لم يعد المسلحون في الشيشان قادرين عليها» وأشار السبسبي إلى أن بين الانتحاريين شبان لا تتجاوز أعمارهم 18 سنة ما يدفع إلى الاعتقاد أنهم تعرضوا «إلى عملية تغرير ولا يمكن استبعاد أن تكون أحزمتهم الناسفة يتم تفجيرها عن بعد». وأوضح عضو مجلس الشيوخ أن بين أسباب التصعيد في الجمهورية «عنصراً خارجياً» مشيراً إلى أن «وراء المنفذين المباشرين عقل مدبر يعمل على زعزعة الوضع في جنوبروسيا ومحاولة تفجير منطقة القوقاز مجدداً» مشيراً إلى «حرب اقتصادية تشن حالياً ضد روسيا وتهدف إلى عرقلة جهود التطبيع وإعطاء انطباع بأن القوقاز ليست منطقة آمنة للاستثمار والتطور». وكان رئيس البرلمان الشيشاني دوكو فاخا عبد الرحمانوف أكثر وضوحاً في توجيه الاتهام إلى «أياد خارجية» عندما أشار إلى تحركات قوات حلف شمال الأطلسي في جورجيا، واعتبر أن «الغرب يسعى إلى تفجير اضطرابات جديدة في روسيا» وهو الموقف ذاته الذي أعلن عنه قبل أيام الرئيس الأنغوشي يونس بك يفكوروف عندما اتهم الولاياتالمتحدة وبريطانيا واسرائيل بالعمل على زعزعة الوضع الأمني في جنوبروسيا. على صعيد آخر، اعتقلت الأجهزة الأمنية الروسية قاصراً خطط لتنفيذ سلسلة تفجيرات دموية في موسكو . وقال ناطق أمني أن الشاب وهو ناشط في واحدة من المجموعات القومية المتطرفة المعروفة باسم « النازيين الجدد» اعتقل قبل دقائق من تفجيره قنبلة قوية في حديقة تشهد عادة تجمعات حاشدة. ودل التحقيق على أن المجموعة المتطرفة وضعت خطة لتفجير عدد من القنابل المصنوعة يدوياً «لكنها ذات قدرة تدميرية عالية» في مناطق عدة من العاصمة الروسية. وقال ناطق أمني أن الشاب المعتقل اعترف بتنفيذ عدد من التفجيرات في موسكو وتعتقد الأجهزة الأمنية أنه مسؤول عن قتل عدد كبير من الضحايا . وعثر رجال الأمن في مسكن الشاب على كتب ذات توجه عنصري ومنشورات تدعو لقتل الملونين والمهاجرين. كما عثروا على مواد شديدة الانفجار بينها مادة «التروتيل» استخدمت في صناعة القنابل. وبين الأدلة التي عثر عليها رجال الأمن اسطوانات مدمجة تحتوي معلومات عن العمليات التفجيرية التي نفذت في السابق ، وبينها إحراق كنيسة وتفجير سوق شعبي ومجمع تجاري، بالاضافة إلى تفجير سيارة وأكشاك تجارية صغيرة، ودلت معطيات الإسطوانة إلى أن «النازي الجديد» استخدم في كل قنبلة مصنوعة يدوياً نحو 500 غرام من مادة التروتيل ما يفسر قوتها التفجيرية.