طافت شوارع العاصمة الإيطالية أمس تظاهرة حاشدة شارك فيها عدد ضخم من مناهضي الحرب على العراق دعوا الى إعادة الوحدة الإيطالية العاملة في مدينة الناصرية العراقية إلى البلاد. وناشد البابا يوحنا بولس الثاني خاطفي الرهائن الافراج عنهم "باسم الله الواحد الذي سيديننا جميعاً"، وذلك في رسالة تلاها وزير خارجيته في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان امام المتظاهرين. ونُظمت التظاهرة استجابة لنداء عائلات الرهائن الإيطاليين الثلاث الذين تحتجزهم جماعة عراقية مجهولة تطلق على نفسها اسم "الكتيبة الخضراء". وكانت هذه الجماعة أصدرت الأحد الماضي بياناً طالبت فيه الشعب الإيطالي بالتظاهر ضد سياسة حكومته ورئيسها سيلفيو بيرلوسكوني كشرط لإطلاق الرهائن، وإلاّ عمدت إلى إعدامهم كما فعلت مع الرهينة الرابعة. وتضمنت مطالب الخاطفين سحب الحكومة الإيطالية قواتها من العراق. لكن رئيس الحكومة رفض ذلك مؤكداً أن "القوة الإيطالية ستمكث في العراق لحين إتمام المهمة الموكلة إليها". على صعيد آخر، أعلن عبدالجبار الكبيسي، وهو أحد قادة "التحالف الوطني العراقي" أن "هناك احتمالاً لاطلاق الرهائن الإيطاليين الثلاث صباح اليوم الجمعة". والكبيسي إحدى الشخصيات العراقية التي تتوسط من أجل إطلاق الرهائن الإيطاليين الثلاث الذي تحتجزهم "الكتيبة الخضراء" منذ منتصف الشهر الحالي. وقال الكبيسي في اتصال هاتفي من بغداد مع وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء: "لا أريد أن أعطي عائلات الرهائن الثلاث آمالاً كاذبة، فإنّني أعلم أنّهم يعيشون ساعات من القلق، لكني علمتُ أنّه ابتداءً من صباح الغد اليوم قد تصلنا معلومات طيبة عن إطلاق سراحهم"، إلاّ أنه أضاف "ذلك قد يحصل خلال ثلاثة أيام، أو خلال أسبوع على أبعد تقدير". واعتبر الكبيسي التظاهرة التي دعت إليها عائلات الرهائن أمس في روما "خطوة إيجابية على طريق المفاوضات". وكانت وكالة "فرانس برس" نقلت عن مثنى حارث الضاري، الناطق باسم هيئة علماء المسلمين التي لعبت دوراً ايجابياً في الافراج عن عدد من الرهائن الاجانب في العراق، ان "لا جديد لديها" في شأن الرهائن الايطاليين الثلاث.