ركز الرئيس الاميركي جورج بوش على جهوده في مكافحة الارهاب، المسألة التي تسمح له بالتفوق على الديموقراطيين في الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وقال في روزيل المدينة الواقعة في وسط الصحراء في نيومكسيكو جنوب مساء اول من امس: "لا يمكننا بعد الآن الادعاء بأن المحيطات تحمينا". وحرص بوش على استخدام كل المواضيع التي يمكن ان تعزز تأييد الناخبين له، باعتبار ان استطلاعات الرأي تفيد بأن الناخبين يثقون به اكثر من الديموقراطيين في مسألة مكافحة الارهاب. وسعى الى استغلال هذه النقطة بقوله ان "المسؤولية الكبرى لرئيس الولاياتالمتحدة هي الدفاع عن اميركا". وكان بوش يتحدث في قاعة كبيرة رفعت فيها يافطة كتب عليها: "اميركا آمنة وقوية"، اكتظت بأسر العسكريين الذين يقيمون في هذه المدينة. وأضاف ان "الارهابيين ما زالوا يتآمرون ضدنا". وفي الوقت نفسه، اعلن الرئيس الاميركي زيادة نسبتها .79 في المئة في النفقات المخصصة للامن القومي في مشروع موازنته لعام 2005 الذي سيشكف عنه في شباط فبراير المقبل. وقال البيت الابيض إن ذلك يشكل مبلغاً اكبر بثلاثة اضعاف من مخصصات العام 2001. انتقادات الديموقراطيين وانتقد المرشحون الديموقراطيون السبعة الى الرئاسة الاميركية بوش، مركزين خصوصاً على التدخل الاميركي في العراق وسياسته الامنية. وفي مناظرة عامة في نيوهامشير شمال شرق هي الاخيرة قبل الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديموقراطي التي ستجرى في هذه الولاية الثلثاء، امتنع المرشحون السبعة بمن فيهم السناتور جون كيري الذي فاز في الانتخابات التمهيدية في ولاية آيوا، عن تبادل الانتقادات في ما بينهم. ورأى المرشحون الديموقراطيون ان بوش فشل في حرب العراق. وقال كيري: "اذا كان احد في نيوهامشير يعتقد بأنني يمكن ان اشن حرباً على العراق مثل ما فعل بوش، ادعوه الى عدم التصويت لمصلحتي". وكان كيري 60 عاماً مثل كثيرين غيره من خصومه الديموقراطيين صوّت في الكونغرس لمصلحة شن الحرب على العراق. وأكد كيري السناتور عن ماساشوسيتس ان "بوش فشل في العراق". وكان كيري هزم الحاكم السابق لولاية فيرمونت شمال شرق هاورد دين الذي حاول تلميع صورته قبل الانتخابات التمهيدية التي ستجرى الثلثاء المقبل، بعد هزيمته في ولاية آيوا التي كانت المرحلة الاولى في العملية الانتخابية الطويلة التي تؤدي الى اختيار مرشح الديموقراطيين الى الاقتراع الرئاسي. كيري الأبرز ديموقراطياً وكشف استطلاع للرأي أجري اول من امس، ان كيري يلقى تأييد 31 في المئة من الناخبين، متقدماً بعشر نقاط على خصمه دين الذي كان على رأس اللائحة لفترة طويلة. اما الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك فيلقى تأييد 16 في المئة من الناخبين ويتقدم على السناتور عن ولاية كارولاينا الشمالية جون ادواردز 11 في المئة. من جهته، قال دين ان "العراق لم يكن يشكل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة"، مذكراً بأنه يعارض منذ البداية الحرب على العراق. ويبدو كلارك المنافس الاكثر خطورة لكيري. ويركز الرجلان على بطولاتهما في حرب فيتنام. وأشار كلارك الى ان "بوش قال ان هجمات 11 ايلول سبتمبر لم يكن ممكناً تجنبها. انها ذريعة لتغطية واقع ان هذه الادارة لم تفعل كل ما يمكنها القيام به ولا تفعل اليوم كل ما بوسعها لتسمح لهذا البلد بالعيش بأمان". اما ادواردز الذي كان بلوغه المرتبة الثانية بين المتنافسين الديموقراطيين في آيوا مفاجأة، فأكد ضرورة "مهاجمة جذور العداء" للولايات المتحدة من جانب بعض اطراف العالم الاسلامي.