عقد مجلس امناء مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري اجتماعه السادس والعشرين، وترأس الاجتماع عبدالعزيز سعود البابطين رئيس المجلس بحضور جميع اعضاء المجلس والأمين العام للمؤسسة. وبحث المجلس في بنود جدول اعمال الاجتماع التي يتصدرها بند اعتماد نتائج التحكيم لفروع الجائزة الثلاثة وهي: الإبداع في مجال نقد الشعر، وأفضل ديوان وأفضل قصيدة. واعتمد المجلس بالإجماع نتائج التحكيم في فروع الجائزة الثلاثة، وقرر منح جوائز الدورة التاسعة للمؤسسة، دورة ابن زيدون، على النحو الآتي: 1- جائزة الإبداع في مجال نقد الشعر للناقد احمد درويش مصر 2- جائزة افضل ديوان للشاعر رابح لطفي جمعة مصر. 3- جائزة افضل قصيدة مناصفة للشاعرين: عبدالرحمن بوعلي المغرب وسيد يوسف احمد مصر. فاز احمد درويش بجائزة الإبداع في مجال نقد الشعر عن مجموعة اعماله النقدية، ثلاثة منها من تأليفه والرابع مترجم والكتب هي: متعة تذوق الشعر، في النقد التحليلي للقصيدة المعاصرة، في صحبة الأميرين ابي فراس الحمداني وعبدالقادر الجزائري، النظرية الشعرية مترجم. ورأى المجلس ان الكتابين الأولين يدلان على ان الشاعر واسع الاطلاع على النظريات النقدية سواء كانت تنتمي الى التراث العربي القديم او الى المناهج الغربية المعاصرة، وقد حقق الناقد التوازن في هذا الامتزاج حيث لم يطغ احدهما على الآخر. وإلى جانب هذا التحليل للقصائد تعرض الناقد لبعض القضايا النظرية الخاصة بالشعر مثل شخصية الشعر وشخصية الشاعر، والصورة الفنية، ولغة الشعر في مقدمة كتابه المترجم، وهو في بحوثه النظرية كما في نقده التطبيقي يكشف عن ثقافة واسعة متنوعة المصادر، وعن عمق في الرؤية، وعن شخصية مستقلة لا تذوب فيما تقرأ. وكان تقدم الى جائزة نقد الشعر سبعة وعشرون ناقداً، وتبلغ قيمة الجائزة اربعين ألف دولار مع شهادة التقدير والميدالية. اما الشاعر رابح لطفي جمعة حائز جائزة افضل ديوان، عن ديوانه "لذكراك" فقال عنه المجلس: "يعد هذا الديوان الجديد، الثالث في بابه، الذي يخصصه صاحبه لرثاء زوجته، بعد ديواني عزيز اباظة 1898 - 1973 "أنات حائرة"، وعبدالرحمن صدقي 1896 - 1971 "من وحي المرأة"، يضم هذا الديوان احدى وثلاثين قصيدة: في ما يقارب ألف بيت، جاءت كلها وفق النظام العمودي للشعر. ان قصائد هذا الديوان اشبه ما تكون "بسمفونيات" حزينة، عرف صاحبها كيف يوائم موسيقاها بما يخدم الموقف المفجع الذي يعبّر عنه وذلك باستغلال الموسيقى الداخلية لنصوصه الشعرية، سواء من خلال التكرار اللفظي، او الاشتقاقي، او الصرفي، او الصوتي. مما اعطى لقصائده زخماً موسيقياً شاجياً، في اطار موضوعه المفعم بالحزن". وتقدّم لجائزة الشعر مئة وثمانية وخمسون شاعراً. وتبلغ قيمة الجائزة عشرين ألف دولار مع شهادة التقدير والميدالية. الشاعر عبدالرحمن بوعلي حاز جائزة افضل قصيدة، عن قصيدته "تحولات يوسف المغربي" وترسم هذه القصيدة بحسب بيان المجلس صورة درامية للوضع الفاجع في المشهد العربي الراهن، فالشاعر لا يحصر نفسه في مشكلة ذاتية، او جهوية بل يعانق الفضاء القومي بكل امتداداته، وبكل آلامه وانكساراته، وهو يعكس هذا الفضاء القومي من خلال رؤية ذاتية متميزة وبذلك يتحقق اول شروط العمل الفني الناجح وهو التفاعل بين الخارج والداخل او بين العالم والذات، والرائع في هذه القصيدة ان الشاعر لا يتعرض لهذه الآلام تعرضاً مباشراً، من خلال التفريغ العاطفي السريع لأوجاعه بل يبحث عن رموز تراثية يستخدمها كمعادل فني موضوعي للوضع الراهن المعيش، وللوضع النفسي المتأزم. اما الشاعر سيد يوسف احمد الذي حاز ايضاً جائزة افضل قصيدة - عن قصيدته "موشح رعي الجمال"، فتتمثل روعة قصيدته في انها "تعيدنا الى التاريخ العربي في الأندلس، الى لحظة من لحظاته، وتتمسك بالشكل التراثي للشعر وحدة الوزن والقافية ولكنها على رغم هذه التراثية في الموضوع والشكل، لا تقع في اسر الصيغ المحفوظة في ذاكرة الماضي، بل تحاول التحرر من هذه النمطية وأن تسكب عصيراً طازجاً في إناء أثري قديم جميل". بلغ عدد القصائد المشاركة في هذا الفرع مئتين وأربع قصائد. وتبلغ قيمة الجائزة عشرة آلاف دولار مع شهادة التقدير والميدالية.