إستبقت الأحزاب الستة المجتمعة في مقر حزب الطاشناق، اجتماعها الثاني المقرر عصر اليوم مع رئيس الحكومة رفيق الحريري للبحث في صيغة عملية لتحقيق التوافق البلدي في بيروت، باجراء اتصالات برئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، وتمنت عليهما السعي لدى رئيس الحكومة لمناقشة الصيغة الائتلافية التي تطرحها على قاعدة ان في مقدور الأخير استيعاب أوسع القوى البيروتية في اللائحة التي يفترض أن يرعاها مباشرة، ومبدية استعدادها للتسليم له بحصة أساسية بما فيها تسمية رئيس البلدية بخلاف ما تردد من أنها راغبة في أن تتقاسم وإياه المجلس البلدي العتيد. تتردد الأحزاب المجتمعة في مقر حزب الطاشناق التي تضم اضافة اليه ممثلين احزاب: "السوري القومي الاجتماعي" و"الكتائب" و"البعث" و"حزب الله" وحركة "أمل" في حسم خياراتها الانتخابية البلدية في بيروت. بعدما انتهى اجتماعها الثاني أول من أمس الى اتخاذ قرار بالتريث ريثما تلتقي مجدداً رئيس الحكومة رفيق الحريري من أجل بلورة صيغة ائتلافية مشتركة لا تقوم على أساس اقتسام المجلس البلدي مناصفة والتوافق على تسمية اسم رئيس البلدية أو العودة الى نقطة الصفر كأساس للتفاهم على أسماء المرشحين في اللائحة الائتلافية في حال الوصول الى اتفاق على المبدأ. وفي هذا السياق أوضحت مصادر حزبية ل"الحياة" ان لا صحة لما يتردد في الأوساط البيروتية أو ينقل عن لسان الأحزاب من أنها تضع شروطاً لإنجاح الائتلاف في مقدمها رغبتها في أن تتقاسم الحصة العائدة للطائفة السنية ثمانية أعضاء مناصفة مع الحريري، أو ان يصار الى التفاهم مسبقاً على اسم رئيس البلدية وبالتالي استبعاد المرشحين للمجلس البلدي عبدالمنعم العريس وعبدالحميد فاخوري كأساس لتسويق الائتلاف والتفاهم معه على أسماء جميع المرشحين للمجلس البلدي 24 عضواً. وأكدت المصادر ان الاحزاب ليست في وارد العودة الى نقطة الصفر لتأليف اللائحة الائتلافية، أو الموافقة على المداورة في رئاسة المجلس البلدي، لافتة الى أنها تنطلق من دعوتها الى التوافق من ثوابت ابرزها ان الكتلة البيروتية للحريري ستكون أساسية في تشكيل اللائحة وان لها حق اختيار رئيس البلدية. وقالت ان لا نية لديها في اقامة تكتل بلدي ضد رئيس الحكومة خلافاً لما تشيعه بعض الأوساط البيروتية. وأوضحت المصادر ان الاحزاب تنطلق في تسويقها للائتلاف البلدي من قناعة لا لبس فيها، وهي ان الحريري يعتبر قوة رئيسية وأساسية في بيروت، ليس لأنه رئيس للحكومة فحسب، وإنما كونه زعيماً وطنياً ورئيس الكتلة النيابية الوحيدة في العاصمة، مؤكدة أن لا صحة لما يتردد ايضاً من انها تخطط لتعميم التجربة الحالية في داخل مجلس الوزراء على المجلس البلدي أو لإضعاف رئيس الحكومة وموقفه. وأضافت المصادر ان الاحزاب ليست في وارد الدخول في ائتلاف يراد منه شل المجلس البلدي ومنعه من العمل، أو تحويله الى مربعات سياسية غير منسجمة خصوصاً أن ما يراد من الائتلاف هو احداث تنوع في تمثيل الطائفة السنية آخذاً في الاعتبار ان القوة الأساس ستكون للتيار الذي يمثله الحريري اضافة الى الأخذ في رأيه في اختيار ممثلين آخرين ينتمون الى الطوائف الأخرى. وأكدت كذلك ان الأحزاب لا تسعى الى المناصفة في تمثيل الطائفة السنية، معتبرة تطعيم التمثيل بمرشحين آخرين من شأنه ان يشكل احراجاً للمعارضين في حال عدم موافقتهم على الصيغة العملية التي تعمل الأحزاب على بلورتها. وعندها سيكون للأحزاب موقف واضح يترجم في اتخاذ قرار حاسم بالائتلاف مع الحريري. وكشفت المصادر النقاب عن أن ممثلي "حزب الله" في لقاء الأحزاب أجروا اتصالات مع جنبلاط بهدف توضيح موقف الحزب الرافض في أي شكل من الأشكال ان يصنف على خانة القوى التي تحاول الانضمام الى محور بلدي مناوئ للحريري ومن ثم التأكيد على الرغبة في التوافق معه. وعلمت "الحياة" ان الحزب بادر الى توضيح موقفه، انطلاقاً من أن لجنبلاط دوراً في تقريب وجهات النظر على رغم ان الأخير كان قاطعاً في موقفه لجهة الانسجام مع الحريري من دون ان يمانع في حصر دور الأحزاب في متابعة التطورات الخطيرة في المنطقة من زاوية استيعاب آثارها السلبية على لبنان من خلال تحصين الساحة وتوحيد الرؤية. وعلى هذا الصعيد، كان لحزب الطاشناق وأحزاب اخرى تحرك مماثل لدى الرئيس بري، انطلاقاً من تقديرها من ان للأخير دوراً فاعلاً في السعي للتقريب في وجهات النظر بين الحريري والأحزاب ومن ثم اقناعه بضم عضوين أو ثلاثة في أقصى الحالات الى اللائحة الائتلافية من أصل ثمانية اعضاء تتشكل منهم حصة الطائفة السنية في المجلس البلدي. واعتبرت الأحزاب ان مجرد تسليم الحريري بهذا الاقتراح من شأنه ان يحرج الآخرين الذين لم يعد من خيار أمامهم سوى القبول به، أو الخروج عن الائتلاف من دون تأييد الأحزاب التي ستنخرط كلياً في اللائحة الائتلافية. ورأت أن الكرة البلدية سترتد الى مرمى النائب السابق تمام سلام الذي سيضطر الى حسم أمره، إما بالعودة الى تجديد الصيغة الائتلافية التي كانت قائمة في الانتخابات الماضية عام 1998 أو المبادرة الى التمسك بدعمه لفاخوري المدعوم أيضاً من الرئيس سليم الحص. من جهة ثانية، اشيع امس في بيروت ان احتمال عودة التواصل بين فاخوري وعدد من المرشحين الذين سيكونون من نواة اللائحة الثالثة المدعومة من حركة الشعب النائب السابق نجاح واكيم والحزب الشيوعي والتيار الوطني الحر العمال ميشال عون في محاولة أخيرة للتفاهم على صيغة ائتلافية. وفي هذا السياق تأكد ل"الحياة" ان اصدقاء مشتركين يقومون بهذه المحاولة عشية الاستعداد للاعلان اليوم عن نواة اللائحة التي تضم: خالد الداعوق، سليم ياسين، إليزابيت ربيز، نور الدين الأنسي، وليد نعوس، ابراهيم الحلبي، زياد عبس وجورج نخلة. والأخيران يمثلان التيار الوطني الحر، وتنشط في موازاة الاعلان عنها، الاتصالات لاستكمالها بضم ممثلين عن الحركة الاصلاحية الكتائبية ايلي كرامة وصولانج بشير الجميل ومسعود الأشقر الملقب ب"بوسي". وتردد أيضاً ن المشاورات جارية لضم ممثل عن حزب الكتلة الوطنية الى اللائحة.