يفترض ان تتوضح معالم المعركة البلدية في بيروت مطلع الأسبوع المقبل في ضوء ما يتردد عن تحرّك صامت لتوسيع رقعة الائتلاف بضمّ ممثل عن النائب السابق تمام سلام في اللائحة الائتلافية التي يرعاها رئيس الحكومة رفيق الحريري على رغم ان الأوساط البيروتية تعتبر المحاولة صعبة جداً لكنها ليست مستحيلة وان في مقدور الساعين اليها انقاذ الموقف في الربع الساعة الأخير بصرف النظر عن مواصلة سلام حملته السياسية والاعلامية على الحريري الذي أوعز الى نواب كتلته عدم الدخول في أي شكل من اشكال السجال. تنشط القوى والشخصيات السياسية في بيروت في اتصالاتها واجتماعاتها تمهيداً لتحديد موقفها النهائي من الانتخابات البلدية. ويأتي الاجتماع الموسع الذي يستضيفه اليوم حزب الطاشناق ويضم اضافة اليه الحزب السوري القومي الاجتماعي و"حزب الكتائب" وحركة "أمل" و"حزب الله" في اطار التشاور قبل حسم المجتمعين موقفهم من الخيارات المطروحة بعد ان انحصرت المعركة بين لائحة ائتلافية يدعمها الحريري وبين لائحة منافسة يؤيدها رئيس الحكومة السابق سليم الحص وسلام ويترأسها عبدالحميد فاخوري. وقالت مصادر حزبية ل"الحياة" ان الاجتماع مخصص للتشاور ولن ينته الى قرار حاسم في شأن الخيارات البلدية، مع انه يفترض بالاحزاب ان تحدّد موقفها من التحالفات في غضون أيام معدودة. وعزت المصادر السبب الى ان الاحزاب المدعوة للاجتماع تفضّل التريث في الوقت الحاضر وعدم التسرّع في حسم أمرها مشيرة الى ان لكل حزب خصوصيته ورؤيته تحت سقف الائتلاف وبالتالي لن ينجر الى اتخاذ موقف عاطفي دونه حسابات سياسية دقيقة. ولفتت المصادر الى ان حزب الطاشناق يحاول ان يتجنب تكرار تجربته النيابية في الانتخابات الاخيرة مع الحريري في البلديات خصوصاً ان الأخير كان جدد دعوته الى تجديد الائتلاف البلدي الذي كان الحزب في عداده وبالتالي لن يكون في وسعه اغفال الدعوة او تجاهلها لما قد يترتب عليها من انعكاسات على القاعدة الحزبية. وهناك من يعزو تريث الاحزاب في حسم أمرها، الى وجود معلومات لديها بأن جهة ما اخذت على عاتقها تجديد مساعيها لتأمين انضمام ممثل عن سلام الى اللائحة الائتلافية، وبالتالي لا مانع لديها من توفير فرصة جديدة يمكن ان تؤدي الى نتائج ايجابية. وفي المقابل يلوذ الحريري بالصمت بعدما أساء البعض فهم ما قصده من خلال دعوته الى التمديد للمجلس البلدي الحالي من زاوية الحفاظ على صيغة الائتلاف المتوازن. وبموازاة ذلك، قالت شخصيات بيروتية انها حاولت في السابق التوفيق بين الحريري وسلام الذي كان اتهم رئيس الحكومة بالتفرد والاخلال بالتوازن، لكنها أوقفت مسعاها بعد ان اكتشفت ان سلام على وشك التفاهم مع الحص لدعم لائحة برئاسة فاخوري، اضافة الى انه لم يوقف حملته على الحريري، مؤكدة ان تكرار المحاولة من شأنه ان يعيد خلط الاوراق في انتخابات البلدية، في حال حققت الاهداف المرجوة لها، انطلاقاً من شعورها بأن الحريري هو الأقدر على ايصال مجلس بلدي متوازن. وكشفت الشخصيات نفسها النقاب عن ان هناك من يسعى لاقناع الحريري بالعدول عن رفضه ضم ممثل عن حزب الكتائب الى الائحة الائتلافية بسبب مواقف رئيسه الوزير كريم بقرادوني الذي عارض في مجلس الوزراء المشاريع الانمائىة الخاصة ببيروت ومبادرته الى الاعلان عن رغبته في خوض المعركة البلدية في بيروت خلافاً للتوجه السائد في المكتب السياسي لحزب الكتائب الذي لا يزال يصر على التوافق ولا يغطي سياسياً خوض معركة ضد رئيس الحكومة. وقالت ان موقف الحريري ليس موجهاً الى ممثل الكتائب في المجلس البلدي الحالي برنار جرباقة بل يستهدف رئيس الحزب الذي كان له في الفترة الاخيرة مواقف "حماسية" كانت موضع انتقاد من قوى فاعلة متعددة. اما على صعيد الاستعدادات للانتخابات البلدية في جبل لبنان، فأكدت مصادر سياسية ل"الحياة" ان هناك محاولة جديدة لترتيب لقاء يجمع رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط والوزير طلال ارسلان، مشيرة الى انها لا تزال في طور التأسيس وأن دمشق تحبذ الجهود الآيلة الى جمعهما بهدف ترجيح كفة التوافق في عدد من البلدات والقرى الدرزية المهمة. واعتبرت المصادر ان الاجتماع يمهد الطريق لتبريد الاجواء البلدية وتهدئة المواقف وبالتالي تنفيس حال الاحتقان التي اخذت ملامحها تظهر في بعض البلدات، اضافة الى انه يسهم في اعادة تحريك القضايا الخاصة بأمور الطائفة الدرزية "مشيخة العقل، المجلس المذهبي، مديرية الأوقاف". مؤكدة ان حسمها يفسح في المجال امام تحقيق انفراج في العلاقات الدرزية - الدرزية.