صدر عن دار المدى للثقافة والفنون في دمشق، العدد الجديد من فصلية "المدى" الثقافية التي يترأس تحريرها الكاتب والناشر العراقي فخري كريم، ويشغل فيها الشاعر السوري نزيه أبو عفش منصب نائب رئيس التحرير ويشرف على المجلة ككل. حفل العدد الجديد 44 بمجموعة من الأبحاث والدراسات النقدية المهمة، فضلاً عن نصوص نثرية ونتاجات إبداعية في القصة القصيرة والشعر الى جانب الزوايا الثابتة. في باب الدراسات نقرأ بترجمة مروان سعد فصلاً مستلاً من كتاب "النساء كما صورهن الرسامون المستشرقون" بعنوان "إغواء الشرق" للكاتبة لين ثورنتون، بينما يذهب الكاتب العراقي شاكر لعيبي في دراسة بعنوان "شعرية التنافذ" الى عقد مقارنة بين "شبابيك" الشاعر الألماني ريلكه، و"شباك وفيقة" لبدر شاكر السياب فيقول: "إذا كان ريلكه مهموماً مرة بشكل النافذة الهندسي، ومرة بما تخفيه، فإنه يظل دائماً مشْهراً نوعاً من الدعة والهدوء والمودة أمام النافذة بشعر عذب وناعم. بينما لا يهتم السياب بشكل النافذة إنما بمعناها ويظهر التوتر والقلق في شعر متوتر ينطوي على شعرية عالية". ويقدم أديب محمد حسن تعريفاً ل"القصيدة الومضة"، في حين يسلط أحمد علي حسن الضوء على بعض أعمال أدونيس محاولاً التمييز من خلالها بين الناقد والمنظر الأدبي. وثمة دراسة تحليلية كتبها حسين سرمك حسن عن رواية "يواقيت الأرض" لميسلون هادي. في باب القصة القصيرة قصص لكل من: خليل الرز، منهل السراج، جولان حاجي، السيد نجم، سامر أنور شمالي، برهيم شيخموس. وفي مجال الشعر قصيدة جديدة للشاعر السوري ممدوح عدوان بعنوان "تقاسيم العتابا" تعكس انكسار الأحلام وشعور الشاعر بالوحدة والخيبة وهي تلخص رؤيته الى تجربته الحياتية والإبداعية معاً، وهناك قصائد لمحمد سعيد الصكار، طالب هماش، سماء عيسى، فارس البحرة، مقداد خليل، ومحمد رشو وسواهم. ويضم هذا الباب مختارات للشاعر البرتغالي كزيميرو دي بريتو ترجمها عن الاسبانية المهدي أخريف. في باب التشكيل نقرأ مقاطع من كتاب "خواطر في المشغل" للكاتب والنحات السوري عاصم الباشا. وقبل أن يغلق الشاعر نزيه أبو عفش النافذة الأخيرة بقصيدة "أحلام اليرقات" يكتب نصاً رقيقاً وشفافاً يستهلم عوالم الفنان التشكيلي السوري الراحل فاتح المدرس.