كشف قيادي بارز في حركة "فتح" ان امين سر مرجعية الحركة في الضفة الغربية المعتقل في احد سجون الاحتلال الاسرائيلي مروان البرغوثي طرح وثيقة تتعلق بوقف العمل الفدائي المسلح انطلاقاً من قطاع غزة في حال انسحبت قوات الاحتلال منه تماما. وقال القيادي الفتحاوي ل"لحياة" ان مبادرة البرغوثي "بعدم ممارسة اي عمل او نشاط مسلح" انطلاقا من قطاع غزة تقوم على افتراض الانسحاب الكامل من القطاع. واضاف ان البرغوثي أعد الوثيقة في سجنه وأرسلها الى حركة "فتح" في قطاع غزة بعد حوارات داخل السجون وخارجها. واشار الى ان الوثيقة تتضمن اعتبار الانسحاب الاسرائيلي الشامل من القطاع ثمرة كبرى من ثمرات انتفاضة الاقصى والمقاومة الحالية، علما ان اتفاقات اوسلو فشلت في تفكيك اي مستوطنة من مستوطنات الضفة أو قطاع غزة. كما تتضمن الوثيقة انه يجب ان يكون الانسحاب شاملا وان تتم ممارسة السيادة الفلسطينية الكاملة في القطاع، وان تنسحب اسرائيل من الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع ومصر الذي تسميه اسرائيل محور فيلادلفيا وضمان وجود ممر سيادي فلسطيني يربط اراضي القطاع بالضفة، والافراج الشامل عن كل ابناء القطاع الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال. وقال القيادي ان البرغوثي اشترط توفر ذلك كي تلتزم فصائل المقاومة عدم ممارسة أي عمل او نشاط مسلح انطلاقاً من القطاع. وأضاف ان مبادرة البرغوثي تقوم على اساس المشاركة من سجنه في الحوار الوطني الفلسطيني الدائر في رام اللهوغزة والقاهرة وغيرها من المدن للتوصل الى مشروع برنامج وطني تجمع عليه الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية لمواجهة المستقبل ومرحلة ما بعد الانسحاب الاسرائيلي من القطاع، و"لتفويت الفرصة على اسرائيل خلق فتنة او اقتتال داخلي كي تقول للعالم كله: ها هم الفلسطينيون فشلوا في غزة التي انسحبنا منها فكيف يمكن ان نعطيهم دولة او اجزاء اخرى". واشار الى ان المبادرة تأتي في سياق تعزيز الوحدة الوطنية والحوار الداخلي ومحاربة الفساد، لافتا الى ان البرغوثي أعد وثيقته في اعقاب استشهاد زعيم "حركة المقاومة الاسلامية" حماس ومؤسسها الشيخ احمد ياسين في 22 الشهر الماضي. وأوضح ان الحركة ستعرض الوثيقة على القوى الوطنية والاسلامية لمناقشتها والتوصل الى اتفاق حولها. وتأتي الوثيقة في ظل اجواء ايجابية خلقتها ظروف استشهاد الشيخ ياسين التي انعكست ايجابا على الساحة الداخلية، خصوصاً بعد ان أطلق خلفه الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي الذي اغتالته اسرائيل السبت الماضي تصريحات قال فيها ان همه الاول بعد المقاومة الحوار مع السلطة وتعزيز الوحدة الوطنية. وعقد ممثلون من حركة "فتح" لقاءات عدة مع حركة "حماس"، كان آخرها لقاء عقده وزير الشؤون الامنية السابق محمد دحلان مع الرنتيسي قبل نحو اسبوعين. كما عقدت لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية لقاءً بمشاركة ممثلي حركة "حماس" للبحث في مرحلة ما بعد الانسحاب من القطاع واحتمالات مشاركة "حماس" في السلطة الفلسطينية.