نفى نائب قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال لانس سميث الانباء عن نقل صدام حسين الى قاعدة السيلية في قطر، واكد ان الرئيس العراقي السابق لم يغادر العراق منذ اعتقاله وأنه سيبقى فيه، معتبراً تحديد موعد محاكمته من مسؤولية العراقيين. واكد الجنرال الاميركي ان تسليم السلطة الى العراقيين سيتم في موعده المحدد في الثلاثين من حزيران يونيو. وبشأن الجيش العراقي الجديد الذي تعمل واشنطن على إعداده قال إنه سيتكون من نحو 40 ألف عسكري وأن موازنته مستمدة من مبلغ 18 بليون دولار قدمتها واشنطن الى العراق. وتحدث سميث عن مشاكل الحدود العراقية مع سورية وايران. وفي ما يأتي نص الحديث. تواجه القوات الأميركية في العراق هجمات يومية دامية، كيف تقوم هذا الوضع؟ - ليس من غير المتوقع حدوث هجمات، ومنذ البداية وبعد أن أصبحنا أقرب الى تسليم السيادة للعراقيين توقعنا المزيد من العنف من قبل أولئك الذين لا يرغبون في عراق ديموقراطي حر، وهدفهم ايجاد فوضى تجعل من الصعب جدا تسليم السلطة. هل تتوقع اندلاع المزيد من أعمال المقاومة في مدن أخرى بعد الفلوجة؟ - لا أعتقد أن المسألة تتعلق بالفلوجة نفسها. المدينة صادف أن كانت بؤرة ساخنة لأنشطة سلطة الائتلاف، وهذا مؤشر الى أن كثيرين في الفلوجة لا يرغبون في رؤية نقل السيادة. لذلك نعتقد بأننا كنا نحتاج الى دخولها لتهدئة الوضع، ونحن نكسب تلك المعركة. هناك عدد من المتطرفين يقاتلوننا ويقاتلون أيضا رجال الدفاع المدني في العراق والشرطة العراقية وكل الراغبين في إرساء قواعد النظام والقانون. أشرت الى وجود متطرفين في العراق، ما هي جنسياتهم؟ وهل اعتقلتم بعضهم؟ - نعم القينا القبض على البعض وهم من مناطق دول مختلفة ولا أعرف عددهم على وجه التحديد، لكنهم ليسوا عراقيين، وصدقني أن عدداً من العراقيين يقاتلون، لكنهم متطرفون وليسوا من الشعب العراقي المعتدل، وقد اعتقلنا بعض المقاتلين الأجانب ونعتقد أن هناك عدداً منهم في المنطقة يحاربون التحالف. بصفتك قائداً عسكرياً هل تعتقد أن الوضع العراقي سيساعد الأميركيين على الوفاء بموعد 30 حزيران يونيو؟ - أعتقد جازماً أن تسليم السلطة سيتم في الثلاثين من حزيران، وهناك فرق بين الحكم والوضع الأمني، ونحن سلطة الائتلاف ومجلس الحكم العراقي نواصل تأسيس الوزارات واختيار الوزراء وتجهيز القوى التي ستتولى زمام الأمور، وكل هذا يرمي الى تشكيل حكومة فاعلة بحلول 30 حزيران. نحن نعتقد أن الوضع الأمني الراهن لن يؤثر على عملية تسليم السلطة. حتى لو تزايدت عمليات التفجير والإضطرابات ستسلمون السلطة في الموعد المحدد؟ - نعم، كما قلت نحن نتوقع حدوث عنف ولدينا رغبة كبيرة في تسليم السلطة، وفي الوقت نفسه سنجعل الوضع الأمني تحت السيطرة التامة لإعطاء الحكومة العراقية الجديدة فرصة قيادة العراق، ونحن لا نريد البقاء في العراق اكثر مما تستدعى الضرورة. ومتى تتوقع أن تنسحب القوات الأميركية من العراق؟ - من الصعب أن أحدد ذلك، ونحن مع أعضاء سلطة الائتلاف بصدد تدريب وتأسيس الجيش العراقي، والأردنيون يدربون عدداً من قوات الجيش العراقي، ولدينا اربع كتائب أكملت تدريبها، وهذه العملية تحتاج الى بعض الوقت قبل أن نحصل على جيش قادر على توفير الحماية للشعب العراقي، ويكون مؤسسة وقوة محترفة تتشكل من كل العراق وتحقق الاستقرار والحماية للعراق. هل هناك تعاون سوري - إيراني مع الأميركيين لضبط الحدود مع هذين البلدين؟ - قليل للغاية حتى الآن، نريد أن نبدأ محادثات مع سورية عن منطقة الحدود، ولأننا لا نقيم علاقات ديبلوماسية مع إيران، نعمل عبر وكالات متعددة لنعبر على الأقل عن رغبتنا في ان تساعد ايران في حماية الحدود. هناك أشخاص يعبرون الحدود العراقية - الإيرانية بصورة مشروعة مثل الحجاج لزيارة العتبات المقدسة، لا اعرف عددهم، لكنه كبير جداً داخل العراق، وأعتقد أن على الحكومتين العراقيةوالإيرانية تطوير التعاون الحدودي بين البلدين. هل القيتم القبض على متسللين أو مقاتلين عند الحدود مع سورية او مع ايران؟ - نعم، ولا ادري عددهم. وهل عمليات التسلل مستمرة؟ - من الصعب جداً أن تقبض على إرهابي في بلدان يسافر فيها الناس من دون أوراق ثبوتية ويغيرون الأسماء، وليس فيها سجلات جيدة للصور، ويمكن أن يتسلل البعض مع الحجاج أو يعبروا الحدود من أجل التجارة أو اي شيء من هذا القبيل. نحن نعلم أن هناك أناساً يعبرون الحدود وألقينا القبض على بعضهم، وليس بالضرورة أن يكونوا سوريين أو ايرانيين لكنهم يأتون عبر الحدود ونحاول وضع حد لذلك. الأمر صعب جداً من غير فرض قانون للطوارىء، لكن ليست لدينا رغبة في إغلاق الحدود لأننا نريد استمرار التجارة والحركة حتى يتطور العراق وموارده. نعرف ان هناك مخاطرة، فمعظم أعضاء الجماعات الإرهابية موهوب جداً في الحصول على جوازات سفر وتأشيرات دخول. وهل ستفكرون في إغلاق الحدود مع سورية وايران إذا زادت عمليات التسلل؟ - أعتقد أن هذا يجب أن يكون قراراً عراقياً، نحن نراقب الحدود بدقة ولا أعتقد بإمكان حدوث تسلل كبير لا نستطيع السيطرة عليه، لقد أبعدنا عدداً من الأشخاص من منطقة الحدود لأنهم لا يملكون أوراقا ثبوتية أو يثيرون الشك، لكن أعتقد انه سيأتي الوقت الذي يتعين علينا فيه إغلاق الحدود. السؤال الأهم أين صدام حسين؟ هل صحيح أنكم نقلتموه الى قطر كما تردد قبل أيام؟ - صدام حسين لم يغادر العراق مطلقاً منذ اعتقاله. انه في العراق، وليست لدينا رغبة في نقله الى أي مكان آخر، وسيمثل أمام العدالة العراقية ليحاكم من قبل العراقيين. لكن ذكرت مصادر أنكم نقلتموه الى قطر، وقال آخرون ربما نقل الى الخارج لبعض الوقت ثم أعيد الى العراق؟ - لا.. كما قلت، لم يغادر العراق منذ اعتقاله. وهل حددتم موعداً لمحاكمته؟ - سنترك ذلك للعراقيين