جميل أن يكون لدى الإنسان "العربي" قدر كبير من الغيرة على وطنه وعروبته، وان يتصدى لكل المؤامرات التي تحاك ضدهما من قوى الاستكبار العالمي، شرط أن يبقى الموضوع محكوماً بالمنطق، فلا نتلهى عن المؤامرات الكبرى والحقيقية بما هو من صنع خيالنا. فقد قرأت قبل أيام مقالاً لأحد الصحافيين ينتقد فيه مراسلاً رياضياً لقناة "الجزيرة"، لوصفه المنتخب المصري لكرة القدم بالفراعنة، متهماً اياه بالتآمر على العرب لمصلحة أميركا، وانكار الأصل العربي للمصريين عبر نسبهم الى الفراعنة، متسائلاً عن الغاية الكامنة وراء هذا المخطط. نقول لهذا الصحافي الذي يبدو انه كان يتابع النشرة الرياضية للمرة الأولى، ان هذا اللقب لم "يخترعه" المراسل، بل هو معتمد منذ وقت طويل من جانب معظم الصحف والمجلات ومنها المصرية والمحطات الإذاعية والتلفزيونية، وإذا كان فيه اهانة للمصريين، فلا يتحمل مسؤوليتها المراسل المسكين. وأشك في أن فيه اهانة. فالمصريون يفتخرون بالفراعنة، بناة الأهرام، كما نفتخر نحن بالفينيقيين. وفي حال صحت نظرية المؤامرة، فمن تآمر على فريقي ليفربول ومانشستر يونايتد الانكليزيين، عندما أطلق عليهما لقب "الشياطين الحمر"؟ ومن تآمر على فريق جوفنتوس الايطالي، صاحب لقب "السيدة العجوز"، وهو الذي يعج بلاعبين شباب يملأون الملعب نشاطاً وحيوية ويحرزون الألقاب؟ وأختم بما قاله لاعب كرة السلة المصري، اسماعيل أحمد، عندما قال له أحد المعلقين بعد تألقه في إحدى مباريات فريقه، الشانفيل: أطلقت عليك لقب "الفرعون"، أثناء التعليق، فما رأيك؟ فأجاب مبتسماً: هذا شيء جيد، شكراً لك! لبنان - مهدي محمد علي زلزلي