كتب الكاتب العراقي نبيل ياسين "الحياة" في 15 آذار/ مارس، مقالة عنوانها "اليهود العراقيون واستعادة الجنسية". ولخص مقالته في الأسطر التالية: "أَقر مجلس الحكم ازدواجية الجنسية، ولهذا ينطبق على يهود العراق كما ينطبق على غيرهم". وقال: "ولا ينبغي ربط هذا الحق باسرائيل وسياستها ... ولكل مواطن عراقي الحق في استعادة جنسيته او التخلي عنها". يبدو ان الكاتب لا يدرك مشاعر وأحاسيس الشعب العراقي في هذه المسألة الحساسة، او انه غير مهتم بتلك المشاعر والأحاسيس اصلاً. وهو يتجاهل عن عمد كما يبدو ان هؤلاء الذين يطالب لهم باستعادة الجنسية العراقية هم محتلون لبلد، وشعب عربي مسلم تربطه بالعراق وشعبه روابط الاخوة في الدين واللغة والتاريخ والتراث والآلام والآمال المشتركة، فضلاً عن الجغرافيا. والغالبية العظمى من هؤلاء "العراقيين" شاركت وتشارك في الحروب التي دارت بين العرب والكيان الصهيوني، من حرب حزيران يونيو 1967 الى حرب اكتوبر 1973، ومن اجتياح جنوبلبنان الى احتلال بيروت، الى مشاركتهم في قمع الفلسطينيين حتى هذه اللحظة. فإنك تجدهم في الجيش الاسرائيلي، والأمن والموساد، وفي ميدان السياسة، وبناء وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة. وهل نسي الكاتب ان وزير الدفاع الاسرائيلي السابق، أليعيزر، اصله من العراق؟ فهل يريد الكاتب ان يمنح هذا الملطخة يداه بدماء الابرياء من الشعب الفلسطيني، الجنسية العراقية، جزاء له على جرائمه هذه؟ ثم كيف يطالب الكاتب "العراقي" باستعادة اليهود "العراقيين" الجنسية العراقية، ولا يطالب، في المقابل، باعادة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم وديارهم التي طردوا منها وأُخرجوا بالقوة والقهر وتحت تهديد السلاح؟ على الاقل، من باب المقايضة او المعاملة بالمثل. وهناك امر آخر اشد اهمية وخطورة وهو ولاء اليهود. فمن المعروف والمشهور عن اليهود ان ولاءهم الاول والأخير هو للكيان الصهيوني او ما يسمى "دولة اسرائيل". حتى اليهود الامريكان، ولاؤهم الاول والاخير هو للكيان الصهيوني، ولو على حساب مصالح الولاياتالمتحدة والشعب الامريكي. كولورادو - محمد أمين سلامة سجين سجن إيه. دي. إكس الفيديرالي الانفرادي